حماة: سيدة تتمسك بالرحى اليدوية كرمز للتراث والذاكرة

Facebook
WhatsApp
Telegram

محمد الشيخ - سوريا 24

في قرية الحيدرية الواقعة غرب محافظة حماة، لا تزال السيدة أم جعفر (60 عاماً) تحتفظ وتستخدم الرحى اليدوية، الأداة التقليدية القديمة لطحن الحبوب، رغم انتشار الطواحين الكهربائية وتطور وسائل الطحن الحديثة.

الرحى، التي تتكون من حجرين دائريين يُوضع أحدهما فوق الآخر، تُدار يدوياً بعد سكب الحبوب من فتحة صغيرة في مركز الحجر العلوي، لتُطحن بين السطحين وتتحول إلى دقيق خشن أو ناعم بحسب نوع الحبوب المستخدمة.

وكانت هذه الأداة وسيلة أساسية في البيوت الريفية قبل عقود، قبل أن تحل محلها آلات الطحن الكهربائية.

وتشير أم جعفر في حديثها لمنصة “سوريا 24” إلى أن طاحونتها اليدوية ليست مجرد أداة منزلية، بل ورثة عائلية تمتد عبر أجيال.

وتقول: “الطاحونة التي ما زلت أحتفظ بها اليوم تعود إلى زمن والدي وجدي، لقد ورثتها والدتي عن أمها، وتعلمتُ منها كيف أطحن البرغل والفريكة والقمح قبل ظهور الطواحين الكهربائية”.

وأضافت أن والدتها كانت تستخدم الطاحونة يومياً، وأنها تعلمت منها هذه المهارة منذ صغرها، وبعد وفاة والديها، قررت الاحتفاظ بالرحى كذكرى شخصية عزيزة.

وتوضح: “ابنتي هناء تستخدمها أحياناً لطحن الفريكة والبرغل، وتقول إنها تشعر بالقرب من أمها وجدتها حين تديرها”.

وتعتبر أم جعفر أن الطاحونة القديمة تحمل قيمة معنوية كبيرة، إذ تمثل بالنسبة لها رمزاً للبيت والعائلة، وجزءاً من الذاكرة الريفية التي بدأت تتلاشى مع تحول نمط الحياة في الريف السوري.

وتلفت إلى أن الجيل الجديد لم يعد على دراية بكيفية استخدام هذه الأداة، قائلة: “الجيل الحالي لا يعرف كيف تُستخدم هذه الطاحونة، لأنه لم ير مثلها من قبل، ولم يجرب العمل بها، وربما لا يدرك قيمتها التراثية”.

وتشكل مبادرة أم جعفر جزءاً من محاولات فردية لحفظ ملامح التراث المادي في الريف السوري، في وقت يشهد فيه هذا التراث تراجعاً ملحوظاً أمام زحف الأدوات الحديثة وانحسار الممارسات اليومية المرتبطة بالحياة التقليدية.

مقالات ذات صلة