الرقة: حي الرميلة يواجه تدهوراً خدمياً يفاقم معاناة الأهالي

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص سوريا 24

يعاني حي الرميلة، أحد أكبر أحياء مدينة الرقة الشرقية وأكثرها اكتظاظاً بالسكان، من تراجع حاد في مستوى الخدمات الأساسية، حيث تتجلى معاناة الأهالي في ضعف البنية التحتية وغياب النظافة العامة والخدمات الصحية. ومع تبدّل فصول السنة، تتضاعف الصعوبات بين الغبار الخانق في الصيف والمستنقعات في الشتاء، وسط غياب واضح للجهود البلدية لتحسين الأوضاع المعيشية.

وفي هذا السياق، تُعد هشاشة شبكة الطرقات من أبرز المشكلات التي تؤرق سكان الحي، إذ تشير تقديرات الأهالي إلى أن أكثر من 80% من الشوارع غير معبدة ومهترئة، ما يجعل التنقل اليومي أمراً بالغ الصعوبة. كما تتحول الطرق خلال فصل الشتاء إلى برك من الوحل والمياه الراكدة، فيما تزداد معاناة السكان في الصيف مع تصاعد الغبار والأتربة في كل مكان.

وقال أبو أحمد، أحد سكان الحي، لسوريا 24: “الوضع صعب جداً، فمعظم الطرق غير معبدة، وفي الشتاء تتحول إلى مستنقعات، أما في الصيف فالغبار يخنقنا.” وأضاف أن الأزمة تتفاقم عاماً بعد عام دون أي حلول ملموسة من الجهات المسؤولة، الأمر الذي يزيد من شعور الأهالي بالإهمال والتهميش.

من ناحية أخرى، تتفاقم مشكلة النظافة العامة التي يصفها الأهالي بالمأساوية، إذ تتكدس النفايات في الأزقة والأحياء الداخلية نتيجة غياب آليات جمع القمامة المنتظمة، بينما تقتصر عمليات الترحيل على بعض الشوارع الرئيسية وبشكل غير منتظم. هذا الواقع يفاقم من تدهور البيئة ويؤثر سلباً على صحة السكان.

وأوضح حمدي، أحد سكان الحي، لسوريا 24: “مشكلة القمامة أصبحت كابوساً لأهالي الرميلة، فالشوارع مليئة بالنفايات، والروائح الكريهة لا تطاق، خاصة في الصيف.” وأشار إلى أن هذا الوضع لا يشوّه المظهر العام فحسب، بل يهدد الصحة العامة بسبب انتشار الحشرات والأمراض المعدية.

إلى جانب ذلك، تعاني النساء والأطفال بشكل خاص من صعوبة الحركة داخل الحي بسبب الأتربة والوحول. حيث تحدثت أم محمد لسوريا 24 عن معاناتها اليومية، قائلة: “نروح على السوق ونرجع بصعوبة، الغبار يخنقنا في الصيف، وفي الشتاء ما بنقدر نمشي من الوحل.” وطالبت بضرورة تدخل الجهات المعنية لإصلاح الطرق وتحسين خدمات النظافة بشكل عاجل.

وفي الإطار نفسه، شدد الناشط خالد العبدو في حديثه لسوريا 24 على أهمية وضع خطة شاملة لإعادة تأهيل البنية التحتية في الرميلة، قائلاً: “نحتاج إلى مشروع واضح لإصلاح الطرق وإنشاء نظام فعال لجمع النفايات، حتى نعيد للحي جزءاً من الحياة الطبيعية.” وأضاف أن تحسين الخدمات الأساسية يجب أن يكون أولوية للجهات المحلية والمنظمات العاملة في المدينة.

وبناءً على ما سبق، يؤكد واقع حي الرميلة الحاجة الماسة إلى تحرك فعلي وسريع من الجهات المعنية لمعالجة التدهور الخدمي وتحسين ظروف المعيشة. إذ يأمل الأهالي في خطوات جادة تُعيد إلى الحي مقومات الحياة الكريمة وتخفف من وطأة معاناتهم اليومية، التي باتت تمثل صورة عن معاناة كثير من الأحياء المهمشة في مدينة الرقة.

 

 

مقالات ذات صلة