الحسكة: غلاء الأجهزة الكهربائية يزيد الضغوط على السكان

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص سوريا 24

تعاني أسواق محافظة الحسكة من موجة غلاء حادة طالت مختلف أنواع الأجهزة الكهربائية، في ظل تراجع القدرة الشرائية للأهالي وتدهور الظروف المعيشية بشكل متواصل. هذا الواقع جعل اقتناء أبسط الاحتياجات المنزلية عبئاً يثقل كاهل العائلات التي تعتمد في معظمها على الزراعة كمصدر رئيسي للدخل، في وقت لم تعد فيه الأرض تعطي مردودها كما في السابق، ما فاقم من الضغوط الاقتصادية على السكان.

وأوضح محمد، أحد سكان مدينة القامشلي، في حديثه إلى “سوريا 24” أنه تفاجأ من الارتفاع الكبير في الأسعار عندما قصد السوق لشراء براد وتلفاز، قائلاً إن الأسعار “بالدولار مرتفعة جداً مقارنة بنوعية البضائع الموجودة”. وأشار إلى أن معظم الأجهزة المعروضة “من منشأ إيراني أو تركي وبجودة متدنية لا تبرر كلفتها”. وأضاف أن سعر براد “جنرال” بسعة 26 قدماً من الصناعة الإيرانية بلغ نحو 235 دولاراً، فيما وصل سعر براد “كولد” من السعة ذاتها إلى 230 دولاراً، مبيناً أن “أصحاب المحال يرفضون خفض الأسعار أو حتى التفاوض بشأنها، بحجة ارتفاع تكاليف الاستيراد والشحن”.

وانتقل محمد للحديث عن بقية الأجهزة، موضحاً أن أسعار الشاشات لا تقل ارتفاعاً، إذ تُباع شاشة بقياس 43 بوصة بنحو 130 دولاراً، في حين يبلغ سعر شاشة 32 بوصة حوالي 90 دولاراً. كما بيّن أن أسعار الغسالات ارتفعت أيضاً رغم ضعف الجودة، إذ وصل سعر الغسالة بسعة 7 كيلوغرامات إلى نحو 212 دولاراً، مشيراً إلى أن “معظم الأجهزة ليست من ماركات معروفة ولا تتمتع بمواصفات فنية جيدة”.

وفي سياق متصل، أشار أبو سلمان في حديثه إلى “سوريا 24” إلى أن “الأسعار في الأسواق أصبحت تفوق قدرة الناس على الشراء”، مضيفاً أن “الغلاء لم يعد يقتصر على الأدوات الكهربائية، بل شمل المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية الأخرى”. وأوضح أن “منطقة الجزيرة تعتمد بنسبة تقارب 80% على الزراعة، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت جفافاً متكرراً وتراجعاً في الإنتاج الزراعي، ما أفقد الأهالي مصدر رزقهم الأساسي”. ولفت إلى أن “معظم السلع في الأسواق تُسعَّر بالدولار رغم تدني نوعيتها، الأمر الذي جعل حياة الناس أكثر صعوبة يوماً بعد يوم”.

من جانبه، تحدث أبو المؤيد، صاحب محل إلكترونيات في الحسكة، لـ”سوريا 24” موضحاً أن “الاستيراد يتم بنسبة محدودة من منطقة سرمدا، بينما تأتي الكميات الأكبر من الصين وإيران عبر إقليم كردستان العراق”. وأضاف أن “البضائع تدخل إلى المحافظة عبر معبر سيمالكا، حيث تُفرض رسوم جمركية تتراوح بين 20 و30 دولاراً للقطعة الواحدة، بحسب نوعها”، مشيراً إلى أن “تكاليف النقل من المعبر إلى القامشلي تصل إلى نحو 150 دولاراً للشاحنات الكبيرة، وترتفع إلى 250 دولاراً عند نقلها إلى مدينة الحسكة”. كما لفت إلى أن “أجور نقل السيارات الصغيرة تتراوح بين 100 و200 دولار، في حين تتحمل المحال التجارية تكاليف إضافية تتعلق بالإيجارات وأجور العمال وكلفة الكهرباء (الأمبيرات)، ما ينعكس مباشرة على الأسعار النهائية في السوق”.

وأضاف أبو المؤيد أن “الأسواق المحلية تعاني من غياب الرقابة الفعلية على الأسعار، في وقت تتحكم فيه تكاليف النقل والجمركة وسعر الصرف في تحديد قيمة البضائع”، مؤكداً أن “التجار أنفسهم يواجهون صعوبة في تثبيت الأسعار أو تحقيق هامش ربح ثابت، بسبب التغير المستمر في تكلفة الاستيراد”.

ويرى تجار ومستهلكون أن استمرار تقلب سعر الدولار وارتفاع تكاليف الشحن والجمارك، إلى جانب غياب الرقابة على الأسواق، يؤدي إلى انفلات الأسعار وتراجع حركة الشراء بشكل واضح. وبينما يحاول المواطنون التكيف مع هذا الواقع عبر تقليل نفقاتهم أو تأجيل شراء احتياجاتهم، تبقى الحسكة نموذجاً مصغراً لأزمة معيشية أوسع يعيشها السوريون، تتجلى في مفارقة صارخة بين ضعف الدخل وغلاء السلع، في مشهد يلخص عمق المعاناة اليومية في محافظة الحسكة.

 

مقالات ذات صلة