تعيش عشرات العوائل العائدة إلى قرية ترملا في ريف إدلب الجنوبي أوضاعاً معيشية صعبة، وسط غياب شبه كامل للخدمات الأساسية، بعد أن قررت العودة إلى منازلها المدمرة بحثاً عن الاستقرار رغم الظروف القاسية.
وفي حديث خاص لـ”سوريا 24″ قال عبدالحليم حسين النجوم، مختار قرية ترملا، إن حوالي 300 عائلة عادت إلى القرية من أصل نحو 800 عائلة كانت نازحة في مناطق الشمال السوري، مشيراً إلى أن عودة الأهالي تزايدت مع بدء العام الدراسي وافتتاح المدارس، رغم ضعف الإمكانات وغياب الخدمات.
وأوضح النجوم أن الوضع الخدمي في القرية شبه معدوم، فلا توجد شبكة مياه، وكل ما يحصل عليه الأهالي من مياه يتم شراؤه على نفقتهم الخاصة، كما أن الأهالي يعتمدون على الجهود الشعبية لتأمين احتياجاتهم الأساسية”. وأضاف: قمنا بترميم إحدى المدارس بشكل شعبي، وهي تضم اليوم أكثر من 400 طالب من الصف الأول حتى التاسع، وتستقبل أيضاً طلاباً من القرى المجاورة.
وأشار إلى أن الكادر الصحي في المركز الطبي الوحيد بالقرية يواصل عمله تطوعاً رغم الدمار الذي لحق بالمبنى، إذ أعاد العاملون الحياة إليه ليكون نقطة طبية تقدم الإسعافات والخدمات الأساسية مجاناً، بعد أن فقدت القرية أي دعم رسمي أو منظمات إنسانية.
أما عن الواقع العمراني، فيقول المختار إن “90% من المنازل مدمرة أو منزوعة الأسقف، والمرافق العامة والمساجد مهدمة بالكامل قريباً”، لافتاً إلى أن الأهالي رمموا أحد المساجد بشكل مؤقت ليكون مكاناً للصلاة والتجمع.
كما تعاني القرية من غياب الغطاء النباتي بعد أن قُطعت معظم الأشجار خلال سنوات النزوح، ما زاد من صعوبة الحياة فيها، خاصة مع ارتفاع أسعار الوقود ومحدودية مصادر التدفئة.
ورغم كل ذلك، يؤكد النجوم أن الأهالي يحاولون إعادة الحياة إلى قريتهم بجهودهم الذاتية”، في ظل غياب الدعم الحكومي والمنظمات المعنية، مضيفاً: “كل ما تم حتى الآن هو بجهود الناس.. ترميم بسيط، ومياه مشترى، وأعمال تطوعية لا أكثر.
عودة العوائل إلى ترملا تمثل محاولة شجاعة لاستعادة الحياة في قرية أنهكتها الحرب، إلا أن غياب الدعم الإنساني والخدمي يجعل استمرار هذه العودة محفوفاً بالتحديات، ويهدد بتكرار النزوح ما لم تُقدَّم المساعدات الضرورية لإعادة تأهيل البنية التحتية وتوفير مقومات العيش الكريم.









