يعاني أهالي جزيرة أرواد بمحافظة طرطوس من تحديات خدمية مستمرة، أبرزها أزمة المياه المتقطعة، رغم تحسن ملحوظ في بعض الجوانب الأخرى كالنظافة والكهرباء.
وتقع جزيرة أرواد، أقدم جزيرة مأهولة في البحر المتوسط، قبالة سواحل طرطوس، وتُعد من أبرز المعالم الأثرية والسياحية في سوريا، لكنّ واقع سكانها اليوم لا يعكس هذا الإرث التاريخي،
أزمة المياه: عنق الزجاجة في حياة السكان
تُعد أزمة المياه أبرز التحديات التي تواجه سكان جزيرة أرواد، وفق شهادات أهالي الجزيرة.
وقال يوسف جندي، من سكان الجزيرة لمنصة سوريا 24، إنه لا توجد ساعات محددة لتزويد المنازل بالمياه، ففي بعض الأيام تتوافر المياه صباحاً، وفي أيام أخرى لا تصل إطلاقاً.
وعند توافرها، تكون ضعيفة ولا تصل إلى المنازل المرتفعة، خصوصاً تلك الواقعة في الجهة الغربية من الجزيرة، وفق تعبيره.
ويضطر السكان للاعتماد على حلول بديلة، أبرزها شراء مياه صالحة للشرب والطبخ من مصادر صحية، وجلب مياه أخرى من “النبع” للاستخدامات المنزلية الأخرى.
وينعكس هذا الواقع سلباً على الميزانية اليومية للعائلات، خصوصاً أن شراء المياه يُعد تكلفة إضافية مستمرة.
الكهرباء والطاقة البديلة: استقرار نسبي
وفيما يتعلق بالكهرباء، أشار جندي إلى أن واقع التغذية الكهربائية في أرواد لا يختلف عن وضع مدينة طرطوس.
وتُستخدم المولدات الخاصة في بعض المنازل، بينما يلجأ آخرون إلى أنظمة الطاقة الشمسية لتغطية احتياجاتهم، لا سيما في فترات التقنين الطويلة.
ورغم عدم اكتمال التغذية، فإن الاعتماد على حلول بديلة ساهم في تخفيف وطأة الأزمة مقارنة بفترات سابقة.
النظافة: تحسن نسبي بعد سنوات من الإهمال
وتشهد خدمات النظافة في الجزيرة تحسناً نسبياً مقارنة بالسنوات الماضية، وفق ما يشير إليه أهالي الجزيرة.
ويعزو جندي هذا التحسن إلى الاهتمام الرسمي المتزايد، خصوصاً بعد زيارات لجان حكومية ووسائل إعلام رسمية رصدت الواقع الخدمي في المكان.
ورغم ذلك، تبقى التحديات قائمة في بعض الأحيان، خصوصاً في فترات الذروة السياحية أو الأعياد، حين يزداد الإنتاج اليومي من النفايات.
المواد الغذائية: توافر وأسعار مقبولة
من جهة أخرى، يؤكد سكان الجزيرة، حسب ما ذكر جندي، أن المواد الغذائية الأساسية متوفرة بكميات كافية، وبأسعار قريبة من تلك المعمول بها في مدينة طرطوس.
ويعتبرون أن الأسعار “تناسب القدرة الشرائية” للسكان، رغم تباين الدخول بين العائلات. ولا يُبلغ عن نقص حاد في السلع الأساسية، وهو ما يخفف من حدة الضغوط المعيشية مقارنة بمناطق أخرى.
بين الإرث التاريخي وواقع الخدمات
رغم موقعها الاستراتيجي وأهميتها التاريخية، تبقى جزيرة أرواد خارج دائرة الاهتمام الخدمي المستدام.
ومع تحسن ملحوظ في بعض الجوانب، يبقى الماء أبرز نقطة سوداء في واقع السكان اليومي.
ويبقى السؤال: هل يكفي الاهتمام الإعلامي والزيارات الميدانية لحل مشكلات بنيوية تتطلب خططاً تنموية طويلة الأمد، أم أن الجزيرة ستظل تنتظر تحرك الجهات المسؤولة بشكل فعّال وملحوظ؟
 
 
			
															







