البطالة وشباب دير الزور: شهادات بلا وظائف ومستقبل مجهول

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

تتصدّر قضية البطالة، ولا سيما بين فئة الشباب، المشهد الاجتماعي والاقتصادي في محافظة دير الزور شرقي سوريا، في ظل غياب الحلول الفاعلة وتفاقم أزمات المعيشة.

ورغم امتلاك عدد كبير من هؤلاء الشباب شهادات جامعية، فإن فرص العمل تكاد تكون معدومة، ما يدفع بالكثيرين إلى اليأس أو البحث عن مخارج خطرة في ظل بيئة أمنية وسياسية غير مستقرة.

خريجو الجامعات والمعاهد العليا أكثر من يعاني

وتعاني نسبة كبيرة من خريجي الجامعات والمعاهد العليا غياب آليات توظيف عادلة، إذ تُمنح الوظائف القليلة المتاحة غالبًا عبر الواسطة أو “المحسوبية”، وفق ما يؤكد بعض أبناء المحافظة.

ويشير كمال أبو مثنى، أحد سكان دير الزور، في حديث لمنصة سوريا 24، إلى أن “البطالة العظمى تطال خريجي الجامعات”، موضحًا أن “الوظائف التي تطلبها السلطة لا تُذكر، ولا تمثل أي نسبة حقيقية من احتياجات سوق العمل”.

ويشكك أبو مثنى في شفافية عمليات التوظيف، مشيرًا إلى أن “الغالبية ممن يُعيّنون هم من الريف، ومن دون التقيد بالتوصيف الوظيفي، بل بناء على علاقاتهم مع المسؤولين”.

شهادة بلا طائل وانسحاب من التعليم

الوضع وصل إلى درجة أن بعض الشباب قرروا التوقف عن إكمال دراستهم الجامعية، بعد أن أيقنوا أن الشهادة لم تعد تضمن لهم حتى الحد الأدنى من العيش الكريم.

ويروي أبو مثنى قائلًا: “ابني الكبير خريج علوم مصرفية، وسجل في الجامعة (إدارة أعمال)، لكنه ترك الجامعة في السنة الثانية لعدم وجود مستقبل واضح له في هذا البلد”.

ويعكس هذا التصريح الواقع القاسي الذي يعيشه آلاف الشباب في المحافظة، الذين يرون في الشهادة العلمية عبئًا لا فائدة منه، في ظل غياب سوق عمل منتجة أو مؤسسات تُعنى بالتشغيل والتنمية.

غياب دور المؤسسات وتفاقم الاحتقان

ويُجمع عدد من سكان دير الزور، حسب ما ذكر أبو مثنى، على انعدام أي دور فاعل للمؤسسات الرسمية أو غير الرسمية في تأمين فرص عمل للشباب.

ويقول محمد العبد الله، من سكان دير الزور، في حديث لمنصة سوريا 24: “لا توجد مؤسسات حتى يكون لها دور في تأمين فرص العمل”، مؤكدًا أن “الاحتقان أكبر مما تتصور”.

ويُحذر العبد الله من انعكاسات هذا الواقع على الاستقرار المجتمعي، خاصة مع تزايد الإحباط لدى فئة واسعة من الشباب الذين يشعرون بأن مستقبلهم مغلق أمامهم.

والأكثر خطورة، بحسب العبد الله، هو أن “هذه البيئة الخصبة لليأس قد تُستغل من قبل جهات خارجية”، موضحًا: “نخاف أن تستغل خلايا الحرس الثوري وحزب الله وقسد هذا الاحتقان، خاصة أن ولاءاتهم معروفة، ووجودهم متمركز في الريف”.

ويضيف: “نحن نعيش في فَوْج بين كل المسلحين”، في إشارة إلى تضارب المصالح والانقسامات الأمنية التي تعصف بالمنطقة.

مخاوف من انفجار اجتماعي

في ظل غياب أي استراتيجية حكومية لمعالجة أزمة البطالة، واستمرار سياسات التهميش الاقتصادي في مناطق مثل دير الزور، تتصاعد المخاوف من انفجار اجتماعي قد تكون له تداعيات أمنية وسياسية واسعة.

ويُنظر إلى شريحة الشباب، التي تُعد النسبة الأكبر من السكان، كمؤشر أساسي على مدى استقرار المحافظة أو تأزمها.

مقالات ذات صلة