خطر يهدد حياة السكان في اليرموك والحجر الأسود: منازل متهالكة تهدد بكارثة جديدة

Facebook
WhatsApp
Telegram

منيرة بالوش - سوريا 24

تتصاعد المخاوف في أوساط الأهالي العائدين إلى منطقتَي اليرموك والحجر الأسود بريف دمشق، إثر انهيار منزل في مخيم اليرموك قبل أيام، في حادثة أعادت إلى الأذهان حجم الدمار الذي خلفته عمليات القصف والهدم الممنهج التي نفذها النظام وميليشياته خلال السنوات الماضية.

ووفق ما أفاد به شهود عيان، فإن المنزل المنهار كان قد أظهر تصدعات وشقوقاً واضحة منذ فترة، قبل أن ينهار بشكل مفاجئ أثناء غياب قاطنيه، ما حال دون وقوع ضحايا. إلا أن الحادثة دفعت الأهالي إلى مطالبة سلطات منطقتَي اليرموك والحجر الأسود بتشكيل لجان هندسية مختصة لفحص الأبنية والتأكد من سلامتها الإنشائية، محذرين من خطورة السماح بالترميم العشوائي دون إشراف فني دقيق.

وتُعد منطقتا اليرموك والحجر الأسود من أكثر المناطق دماراً في سوريا، إذ صُنِّف مخيم اليرموك وحي الجزيرة في الحجر الأسود ضمن أكثر المدن تضرراً نتيجة العمليات العسكرية والقصف العنيف الذي شنّه النظام البائد على تلك الأحياء.

في حديثها إلى “سوريا 24″، قالت المهندسة المدنية دانية صالح الحميدي، وهي من أبناء الحجر الأسود وصانعة محتوى في مجال السلامة الإنشائية للمناطق المتضررة بالحرب، إن الواقع المعيشي الصعب وارتفاع أسعار الإيجارات في دمشق أجبر العديد من العائلات على العودة إلى منازلها المدمرة جنوب العاصمة، ولا سيما في منطقتي اليرموك والحجر الأسود.

وأوضحت الحميدي أن عدد العائلات العائدة إلى الحجر الأسود ارتفع بشكل ملحوظ ليصل إلى نحو خمسة آلاف عائلة، مشيرة إلى أن نسبة الأمان الإنشائي في بعض أحياء المنطقة، مثل حي الجزيرة وشارع الثلاثين، لا تتجاوز 15%، ما يعني أن معظم الأبنية هناك غير صالحة للسكن من الناحية الهندسية.

وأضافت: “الكثير من الأهالي يعيدون ترميم منازلهم بطريقة بدائية دون الاستعانة بمهندسين مختصين، إذ يعتمدون على العمالة الفنية لتقليل الكلفة، مما يجعل الترميمات سطحية وغير آمنة. هذا إضافة إلى غياب الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه، ما يزيد من معاناة السكان وخطورة عودتهم”.

وأشارت الحميدي إلى أن انهيار المبنى الأخير في مخيم اليرموك يعود إلى مجموعة من الأسباب، من بينها ضعف البنية الإنشائية نتيجة القصف السابق، وغياب الإشراف الهندسي أثناء الترميم، لافتة إلى أن أحد السكان أزال عنصراً إنشائياً مهماً من المبنى، وهو أحد الجسور الحاملة للأحمال، ما تسبب بانقطاع المسار الإنشائي للمبنى وحدوث الانهيار الكامل للطوابق العليا.

وتابعت: “هذه الحادثة يجب أن تكون إنذاراً جدياً للأهالي، فوجود تصدعات أو شقوق في الأعمدة والجدران ليس أمراً يمكن تجاهله، بل هو مؤشر خطر يستوجب الإخلاء الفوري والفحص الفني. كثير من الناس يفتقرون إلى الوعي الإنشائي ويستهينون بتلك العلامات، ما قد يؤدي إلى كوارث بشرية في أي لحظة”.

وأكدت الحميدي أن غياب الدور الفعّال للبلديات في الحجر الأسود واليرموك يزيد من تفاقم المخاطر، إذ تُترك مسؤولية الكشف والترميم للأهالي بشكل فردي دون رقابة أو متابعة رسمية، محذّرة من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى انهيارات جديدة تهدد حياة مئات الأسر العائدة.

وختمت بالقول: “يجب أن تكون هناك حملة توعية شاملة ولجان مختصة لفحص الأبنية قبل السماح بالسكن فيها، فالحفاظ على الأرواح أهم بكثير من أي محاولة للعودة غير مدروسة إلى منازل مهددة بالانهيار”.

 

 

مقالات ذات صلة