الرقة:تصاعد السرقة والتشرد في الأحياء الجنوبية

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص سوريا 24

في أحياء الطيار، الرميلة، والدرعية بمدينة الرقة، تتفاقم ظاهرتا السرقة والتشرد بشكل متسارع بين مختلف الفئات العمرية، لا سيما بين الأطفال والشباب، ما أثار قلق السكان وولّد لديهم شعورًا متزايدًا بانعدام الأمان داخل مجتمعاتهم. وتُعد هذه الظاهرة من أبرز التحديات الاجتماعية التي تواجه المدينة خلال الأشهر الأخيرة.

في تصريح لـ “سوريا 24″، قال حسان الدخيل، أحد سكان حي الطيار، إن حوادث السرقة أصبحت شبه يومية، حتى إن الأهالي باتوا يخشون ركن سياراتهم في الشوارع. وأضاف: “تعرّضت سيارتي للسرقة أكثر من مرة، وغالبًا ما تُسرق البطارية أو الأغراض الموجودة داخلها، وأحيانًا تُفرغ السيارة بالكامل. الأمر لم يعد يقتصر على السيارات، بل وصل إلى المنازل والمحال التجارية.”

من جهته، تحدث أحمد الحسن، وهو من سكان الرقة، لـ “سوريا 24” قائلاً: “أثناء زيارتي لأحد أقاربي في حي الطيار، سُرقت معظم محتويات سيارتي. وبعد ملاحقة اللصوص، تبيّن أن أغلبهم من الأطفال دون الخامسة عشرة، وتبدو عليهم علامات التشرد والتعاطي.” وأوضح أن الظاهرة أصبحت مقلقة لأنها تعكس غياب الرقابة الأسرية وتراجع الدور الأمني في حماية الممتلكات العامة والخاصة.

وفي حي الدرعية، أكد يوسف العلي لـ “سوريا 24” أن منزله تعرّض للسرقة خلال ساعات النهار، مضيفًا: “دخل اللصوص إلى منزلي وسرقوا قنينة الغاز وبعض أدوات المطبخ، وأصبحت مثل هذه الحوادث متكررة. الوضع لم يعد يُحتمل، فهناك من يفتعل الشغب في الحي ليلًا ونهارًا، والجهات الأمنية لم تتحرك بالشكل المطلوب.”

أما في حي الرميلة، فأشار عدد من السكان إلى أن التشرد ازداد بشكل واضح خلال الأسابيع الماضية، حيث باتت الشوارع تعجّ بالمشردين والأطفال الذين ينامون في الطرقات أو قرب الأسواق. وقال أحد الشبان، مفضّلًا عدم ذكر اسمه، لـ “سوريا 24”: “نشاهد يوميًا أطفالًا ومراهقين يفتعلون الشجار في الطرقات أو يطلبون المال بأساليب عدوانية. هذه الحالة تولّد توترًا مستمرًا بين الأهالي، وتؤثر على استقرار الحي وسلامة سكانه.”

الناشط المدني محمد الحسن أوضح في حديثه لـ “سوريا 24” أن تفشي ظاهرتَي السرقة والتشرد يعود إلى الأزمة الاقتصادية الحادة التي تمر بها المدينة، وضعف الدعم للقطاعات الاجتماعية والأمنية، بالإضافة إلى غياب برامج الرعاية وإعادة التأهيل للأطفال والشباب الذين يتركون الدراسة أو يتعرضون للعنف الأسري. وأضاف: “الكثير من هؤلاء الأطفال يجدون أنفسهم في الشوارع بلا مأوى أو رعاية، فيقعون فريسة للتسول أو الإدمان أو الجريمة.”

ويشير الحسن إلى أن التدهور المعيشي وارتفاع نسب البطالة فاقما من حجم المشكلة، إذ باتت بعض الأسر تعتمد على أبنائها في كسب المال بطرق غير مشروعة، الأمر الذي يفتح الباب أمام استغلال الأطفال من قبل عصابات السرقة أو مروجي المخدرات.

من جانبهم، يطالب سكان الأحياء المتضررة عبر “سوريا 24” الجهات المعنية في الرقة بضرورة تشكيل لجان ميدانية مشتركة تضم ممثلين عن الأمن والمجتمع المدني، لتفعيل دوريات ليلية في الأحياء الساخنة، وتطبيق برامج إعادة تأهيل ومتابعة للأطفال المشردين، إلى جانب حملات توعية مدرسية ومجتمعية للحد من انتشار السلوكيات الخطرة.

ويؤكد الأهالي أن معالجة هذه الظواهر لا يمكن أن تتم عبر الحلول الأمنية وحدها، بل تتطلب خطة استراتيجية شاملة تجمع بين التدخل الأمني والاجتماعي والصحي، بما يضمن استعادة الأمن والاستقرار في أحياء المدينة، وتأمين بيئة آمنة وكريمة لجميع سكانها.

 

مقالات ذات صلة