بانياس: الغلاء يرهق السكان ويدفعهم إلى الانهيار المعيشي

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

ارتفعت معاناة السكان في مدينة بانياس إلى مستويات قصوى مع تصاعد الغلاء وانهيار القدرة الشرائية، في ظل غياب شبه تام للدعم الإنساني وتدني الدخول إلى مستويات لا تكفي لتغطية أبسط مقوّمات الحياة.

تدبير الحال على حساب وجبات الطعام

ووسط هذا الواقع، يجد الأهالي أنفسهم مضطرين للاعتماد على أنفسهم في “تدبير الحال”، حتى لو كان ذلك على حساب وجبات الطعام أو التدفئة في فصل الشتاء القارس.

يقول أبو سيف، أحد سكان بانياس في حديث لمنصة سوريا 24: “العالم بشكل عام متعبة جداً،  لقد أثقل الغلاء كاهلنا، والوضع أصبح لا يُطاق”.

ويشرح أن تكاليف المعيشة أصبحت تفوق طاقته، رغم امتلاكه أرضًا زراعية وكونه يعيل أسرة موظف أيضًا، ويضيف: “إيجار المنزل وحده يبلغ مئتي دولار، فكيف لي أن أُدبّر أمري؟”.

تكاليف الإيجار تصدم العائلات النازحة

ولم تقتصر الأزمة على السكان الأصليين، بل طالت آلاف العائلات النازحة التي وصلت إلى بانياس من مناطق الشمال السوري هرباً من حرب النظام السابق على السوريين، لتجد نفسها اليوم أمام واقعٍ لا يقلّ قسوة.

وقد صُدم الكثيرون من النازحين بارتفاع تكاليف الإيجار والمواد الأساسية، ما دفع بعضهم إلى العيش في خيام متهالكة على أطراف المدينة، بلا كهرباء مستقرة ولا وسائل تدفئة كافية.

أناس لا تملك ثمن ربطة الخبز

وينقل أبو سيف عن عدد من الأهالي، أن بعض العائلات لم تعد قادرة حتى على تأمين ثمن “ربطة خبز”، في ظل رواتب لا تتجاوز مئات الليرات السورية، بينما ترتفع الأسعار يوماً بعد يوم.

ويوضح نقلاً عن أحد المقيمين: “الناس تحاول تدبير أمورها بحسب إمكاناتها، لكن هناك من لا يملك حتى ثمن ربطة خبز”.

هموم الشتاء تزيد من الأعباء

ومع اقتراب فصل الشتاء، تتفاقم المخاوف من كارثة إنسانية صامتة. فمصروف الأسرة الشهرية في هذه الفترة لا يقلّ عن 200 دولار أمريكي، وهو مبلغٌ يفوق بكثير ما يتقاضاه الموظفون أو المتقاعدون.

وفي هذا الصدد يقول أبو سيف: “الراتب لا يكفي لتغطية مصروفات الحياة اليومية، فالناس تحت خط الفقر وتعاني أشد المعاناة”.

منظمات إنسانية غائبة

ويزيد من حدة الأزمة الغياب شبه الكامل للمنظمات الإنسانية عن المدينة.

وبحسب أبو سيف، فإن بعض المنظمات الدولية زارت بانياس مرة أو مرتين فقط منذ عدة أشهر، دون أن تترك أثراً ملموساً على الأرض.

هذا الغياب ترك فراغاً كبيراً في شبكة الأمان الاجتماعي، ما جعل المجتمع المحلي يعتمد كلياً على مبادرات فردية أو مساعدات خجولة من جمعيات محلية، لا تكفي لسدّ جزءٍ يسير من الاحتياجات المتزايدة.

وفي النهاية، تختصر جملة أبو سيف معاناة آلاف الأسر في بانياس:  “الناس بشكل عام متعبة جداً”.

فبين الغلاء، وضعف الدخل، وغياب الدعم، وبرد الشتاء، يعيش سكان المدينة على حافة الانهيار، منتظرين يداً تمدّ لهم، أو حتى نظرة اهتمام من الجهات المعنية والخدمية.

مقالات ذات صلة