بمبادرة أهلية وبالتنسيق مع الجهات الخدمية، أعاد سكان قرية الحاكورة في سهل الغاب الأوسط فتح جسر ترابي مؤقت يربط قريتهم بالخط الغربي وعدد من القرى المجاورة، بعد نحو ثماني سنوات من الانقطاع الكامل، نتيجة الدمار الذي طال البنية التحتية الحيوية، ولا سيما الجسور.
وأفاد مراسل “سوريا 24” في المنطقة أن الجسر الترابي الذي أُقيم فوق مجرى نهر العاصي، بات يشكل ممرًا حيويًا لسكان الحاكورة والقرى المحيطة، حيث يوفر طريقًا آمنًا ومؤقتًا يمكن من خلاله الدخول إلى القرية والخروج منها دون المرور عبر المناطق الملغمة أو المدمّرة، كما ساهم في تسهيل حركة فرق الإغاثة والهندسة، وقلل من معاناة الأهالي في التنقل، خاصة كبار السن والنساء.
وقال خالد العبيد لموقع “سوريا 24”: “إنشاء الجسر هو حل مؤقت وغير آمن، لكنه كان حاجة ملحة”، موضحًا أنه كان يضطر إلى قطع مسافة تتجاوز 7 كيلومترات يوميًا للدخول إلى القرية، وأن “هذه المبادرة خففت كثيرًا من أعباء التنقل، وساهمت في تسهيل وصول الآليات الزراعية إلى الأراضي الواقعة على الضفة الأخرى”.
وأضاف أن الجسر يشكّل البوابة الأساسية للقرية، ويعيد الربط بين جانبي نهر العاصي، ما يجعله ضرورة يومية للأهالي.
من جهته، قال سعد الحسن لموقع “سوريا 24” إن الجسر وفّر طريقًا آمنًا ومؤقتًا يمكن من خلاله دخول القرية والخروج منها دون المرور بالمناطق الملغمة، وسهّل حركة فرق الهندسة والإغاثة للوصول إلى داخل الحاكورة، بعد سنوات من العزلة.
وأوضح أن هذه الخطوة خففت عن الأهالي مشقة التنقل، خاصة كبار السن والنساء، الذين تحملوا أعباء النزوح والطرق البديلة لسنوات طويلة.
وأضاف في ختام حديثه أن فتح الطريق يُعد الخطوة الأولى نحو إعادة الحياة إلى القرية، فـ”العودة تبدأ من الطريق، ومن ثم تعود الزراعة، والبناء، وباقي الخدمات تدريجيًا”.
يُنظر إلى هذه الخطوة كإشارة أولى على عودة الحياة إلى الحاكورة بعد سنوات من النزوح، حيث يرى الأهالي أن عودة السكان تبدأ من الطريق، ثم تتبعها الزراعة، فالبناء، فالخدمات، ضمن تسلسل طبيعي لاستعادة الاستقرار المحلي.
بنية تحتية مدمّرة وجهود أهلية لتعويض الغياب الرسمي
وبحسب مسؤول محلي، فإنّ سهل الغاب الأوسط يعاني من تدهور كبير في البنية التحتية، إذ تشير التقديرات المحلية إلى وجود 11 جسرًا أساسيًا، بينها 6 مدمّرة كليًا أو جزئيًا.
وكانت هذه الجسور تربط بين المناطق الزراعية والقرى، وتشكل نقاط عبور رئيسية لحياة السكان اليومية. وقد تسبب تدميرها في عزل مناطق كاملة لسنوات، وأعاق حركة التنقل والإغاثة والخدمات.
في ظل غياب تدخل حكومي شامل، لجأ الأهالي إلى مبادرات ذاتية لمعالجة واقعهم الخدمي والمعيشي، ومنها هذا الجسر الترابي الذي أُنجز بالإمكانات المتاحة وبمشاركة عدد من المتطوعين.
يُقدّر عدد سكان سهل الغاب قبل عام 2011 بنحو 325 ألف نسمة، فيما أشارت تقديرات لاحقة إلى أن الرقم تجاوز 500 ألف نسمة في ذروة الاستقرار الزراعي والإنتاجي. ومع اندلاع الحرب والنزوح، شهدت القرى تغيرات سكانية كبيرة، وتراجعت الأنشطة الزراعية بشكل لافت.
اليوم، تسعى عشرات العائلات إلى العودة، لكن العوائق الخدمية، وعلى رأسها الجسور والطرق، لا تزال تشكل تحديًا كبيرًا أمام استئناف الحياة بشكل طبيعي.









