دمشق:منتدى سلامة كيلة يناقش مستقبل النقابات المهنية في سوريا

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص سوريا 24

أقام منتدى سلامة كيلة الثقافي مساء اليوم السبت ندوة بعنوان «نحو إعادة الاعتبار للعمل النقابي – آفاق وتحديات»، وذلك في مقهى الروضة بوسط العاصمة دمشق، بمشاركة عدد من الباحثين والنقابيين والمهتمين بالشأن العام.

سلّطت الندوة الضوء على واقع النقابات المهنية في سوريا، والتحديات التي تواجهها على المستويات التشريعية والسياسية والتنظيمية، إضافة إلى آفاق استعادة العمل النقابي الحر والمستقل بعد سنوات من التقييد.

وقالت ناهد بدوية، مديرة الجلسة، إن هذه هي المرة الأولى التي يتناول فيها المنتدى موضوع النقابات بشكل مباشر، مشيرة إلى أهمية هذه الخطوة في سياق النقاش العام. وأضافت: “نتمنى أن نكون جزءًا من انطلاق نقابات حرة ومستقلة، لأن النقابات في سوريا نشأت تاريخيًا على فكرة إدارتها من قبل الحكومة أو السلطة الحاكمة، بعكس دورها الطبيعي في تمثيل المهنيين. اليوم يجب أن نعمل على استعادة العمل النقابي الحر والمستقل.”

من جانبه، قال سلطان جلبي، الباحث والصحفي الاستقصائي، في تصريح خاص لـ«سوريا 24»: “النقاش اليوم تناول التحديات التي تواجه النقابات المهنية في سوريا، سواء التشريعية أو السياسية أو المرتبطة ببنية المؤسسات نفسها. مداخلتي ركّزت على تجربة العمل النقابي في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، وخصوصًا في إدلب وشمال حلب، محاولًا استنتاج بعض الدروس من تلك التجارب المحلية.”

وأضاف جلبي: “المنتدى اليوم من الفضاءات القليلة التي تفتح نقاشًا جديًا حول هذا الملف، إذ ما زال موضوع التنظيمات المهنية بعيدًا عن دائرة الاهتمام العام. من المهم إعادة طرح فكرة النقابات الحرة والمستقلة، لأنها تمثل أداة واقعية لتجاوز الانقسام والطائفية، وتسهم في بناء رأس مال اجتماعي في بلد يحتاج بشدة إلى ترميم مجتمعه المدني.”

وختم بقوله: “إحياء العمل النقابي الحر في سوريا ليس ترفًا، بل ضرورة لتأسيس توازن جديد في العلاقة بين المجتمع والدولة، ولإعادة الاعتبار لدور الفئات المهنية في الحياة العامة.”

بدوره، أكّد سليم خير بيك، الناشط السياسي والنقابي الاجتماعي، أن المرحلة الحالية تتطلب إعادة تفعيل دور النوادي والنقابات في الشأن العام، قائلًا: “عمل النقابات يجب ألا يبقى محصورًا في المهام التنفيذية وحل المشكلات الداخلية، بل ينبغي أن يمتد إلى الفضاء السياسي والمجتمعي. أنا لا أطالب بتسييس النقابات، لكن من الضروري أن تكون مستقلة عن الأحزاب السياسية، وأن تُجرى انتخابات حقيقية بعيدًا عن تدخل السلطة، لأن النقابات لا وصاية عليها من أحد.”

أما عارف الشعال، المحامي والخبير القانوني، فتحدث عن التجربة النقابية في الفترة التي سبقت سقوط نظام الأسد، موضحًا أنه قبل سقوط نظام بشار الأسد بنحو شهرين، جرت انتخابات للنقابات شهدت تدخلًا مباشرًا من حزب البعث في اختيار أعضاء المكاتب التنفيذية، وحتى المستقلين منهم.

وأضاف الشعال: “بعد سقوط النظام، لم تصدر قرارات بتبديل المجالس التنفيذية، بل تم عزلهم وتعيين أعضاء جدد بتدخل من مديريات الشؤون السياسية التابعة لوزارة الخارجية. حاليًا، هناك تياران داخل الوسط النقابي: أحدهما يدعو إلى إجراء انتخابات جديدة، والآخر يفضّل الحفاظ على الموجودين خشية عودة البعثيين الذين يتمتعون بقدرة تنظيمية عالية. أنا أرى أن الموجودين حاليًا يتمتعون بالنزاهة ويجب دعمهم.”

وشهدت الجلسة نقاشًا مفتوحًا بين الحضور، أعرب خلاله بعض المشاركين عن تخوفهم من أن تؤدي أي انتخابات مبكرة إلى عودة الوجوه النقابية السابقة المرتبطة بحزب البعث، في حين رأى آخرون أن الانتخابات خطوة ضرورية لإرساء مبدأ التمثيل الديمقراطي داخل النقابات المهنية.

واختُتمت الندوة بالتأكيد على أهمية استمرار الحوار حول مستقبل العمل النقابي في سوريا، وضرورة بناء نموذج نقابي مستقل يُعبّر عن مصالح العاملين والمهنيين بعيدًا عن أي وصاية سياسية.

مقالات ذات صلة