مهرجان العسل السوري.. نحالون من الشمال والجنوب يوحّدهم الذهب الحلو رغم الجفاف

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

انطلقت في مدينة تشرين الرياضية المغلقة بدمشق فعاليات مهرجان العسل السوري السادس، الذي ينظمه اتحاد النحالين العرب – فرع سوريا تحت شعار: “العسل.. حكاية طعم لا يُنسى”، وذلك خلال الفترة الممتدة من 10 وحتى 15 تشرين الثاني 2025، بمشاركة واسعة من النحالين من مختلف المحافظات السورية.

تقول إيمان رستم، رئيسة دائرة النحل في وزارة الزراعة، في حديثها لـ”سوريا 24” إن الدورة السادسة من المهرجان تُعد الأولى بعد التحرير، وقد تميزت بمشاركة نحالين من شمال سوريا، ولا سيما من محافظة إدلب التي تشتهر بمراعيها الغنية وإنتاجها الفريد من عسل الجيجان الذي يُعد من أجود أنواع العسل في البلاد.

وأضافت: “تشرفنا هذا العام بمشاركة نحالين من الشمال السوري يمتلكون خبرة فنية عالية وممارسات مميزة في تربية النحل، مما أضفى قيمة مضافة على المهرجان”.

وأوضحت رستم أن مهرجان العسل السوري يهدف إلى دعم قطاع تربية النحل ومساعدته على تجاوز الصعوبات التي تواجهه، إضافة إلى توحيد جهود النحالين على امتداد الوطن، والترويج للعسل السوري بوصفه منتجاً زراعياً وثروة وطنية تستحق الدعم والتسويق داخلياً وخارجياً.

كما يسعى المهرجان إلى ربط المنتج بالمستهلك بشكل مباشر لتعريف الناس بأهمية منتجات خلية النحل التي لا تقل أهمية عن العسل نفسه، معتبرةً أن قطاع النحل من أهم دعائم الزراعة السورية.

وأضافت رستم أن المهرجان يشكّل أيضاً تجمعاً وطنياً للنحالين، يسمح بنوع من المنافسة الإيجابية في جودة العسل المعروض لإظهار أفضل ما لديهم، خاصة أن توقيته يأتي في موسم التسويق بعد قطف العسل، ما يمنح المنتجين فرصة مثالية لتصريف منتجاتهم.

وبيّنت أن وزارة الزراعة تعتبر دعم هذا المهرجان واجباً وطنياً، من خلال تشجيع المربين على الاستمرار في تربية النحل وتذليل العقبات أمامهم ليحافظوا على مصدر رزقهم، مشيرة إلى أن هذه الدورة شهدت أيضاً مشاركة وفد من الاتحاد العربي للنحالين ممثلاً عن رئيس اتحاد النحالين الأردنيين، في خطوة تؤكد عمق التعاون العربي في دعم هذا القطاع الحيوي.

من بين المشاركين في المهرجان، النحال محمود تركي محمود (38 عاماً) من بلدة معرية في الريف الغربي لمحافظة درعا، الذي ورث المهنة عن أجداده منذ عام 1912، ويواصل اليوم العمل في مشروعه الخاص “عسل وادي اليرموك”.

يقول محمود في حديثه لـ”سوريا 24” إن مشاركته في المهرجان ليست ترفاً بل ضرورة مهنية، لأنها تتيح التواصل المباشر مع المستهلك وتعزز الثقة بين الطرفين.

ويضيف: “التسويق في قطاع العسل لا يعني بيع منتج فحسب، بل هو بيع قصة وسمعة وثقة. أوصي دائماً العاملين معي بأن يحترموا قدسية هذه المهنة، وأن يقدّموا النصائح للمستهلك لأن العسل دواء قبل أن يكون غذاء”.

لكن محمود يلفت إلى أن مهنة النحل تواجه تحديات خطيرة بسبب الجفاف والتغير المناخي، موضحاً أن الجفاف لا يعني فقط نقص المياه، بل أيضاً انعدام الغطاء النباتي الذي يعتمد عليه النحل في جمع حبوب الطلع، وهي مصدر البروتين والطاقة، ما أدى إلى تراجع الإزهار وانخفاض الإنتاج بنسبة تقارب 80%. ويضيف بأسى: “اضطررنا لتحمّل أعباء كبيرة في تأمين الغذاء والرعاية الصحية للنحل، وهذا أثر على حالتنا المادية والنفسية جميعاً”.

وختم محمود حديثه بالتأكيد على أن مثل هذه الفعاليات تساهم في إحياء مهنة النحل في سوريا، وتخفيف الأعباء عن النحالين الذين ما زالوا يحافظون على هذا الإرث الزراعي العريق رغم كل التحديات.

مقالات ذات صلة