حلب: ناشطون يطالبون باستثنائهم من حملة إزالة “الفيميه” لأسباب أمنية

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص سوريا 24

أطلقت الأجهزة الأمنية في مدينة حلب حملة واسعة لإزالة تظليل زجاج السيارات (الفيميه)، في إطار تطبيق قرار رسمي يهدف إلى تنظيم حركة المركبات وضبط المخالفات، إلا أن القرار أثار اعتراضات من ناشطين وصحفيين طالبوا باستثنائهم لأسباب أمنية تتعلق بسلامتهم الشخصية وحماية معداتهم.

وقال إبراهيم الخطيب، رئيس المكتب التنفيذي في اتحاد الصحفيين بحلب، في تصريح خاص لـ”سوريا 24”: إن “العشرات من الصحفيين في المدينة عبّروا عن رفضهم للقرار بصيغته الحالية، مطالبين باستثناءات محددة تتيح لهم استخدام التظليل الجزئي لأسباب تتعلق بالسلامة الشخصية”.

وأضاف: “أرسلنا كتابين، أحدهما لإدارة الأمن الداخلي، والآخر لقيادة المرور، لإيجاد صيغة استثناء تضمن السلامة الشخصية ومعها حفظ المعدات الإعلامية التي بحوزة الإعلاميين، لاسيما بعد عمليات كسر تعرضت لها 8 سيارات لصحفيين وسرقة معداتهم في حلب. هذا الأمر دفع الصحفيين لاعتبار الفيميه واحداً من إجراءات السلامة.

وأوضح “لم نحصل على أية استجابة أو رد من الجهات المختصة التي وعدت بإصدار استثناء، لكن ذلك لم يحصل، حيث قامت الشرطة بخلاف ذلك باحتجاز أوراق سيارات عدة صحفيين في حلب ومخالفتهم حتى قبل أن يتم إعلان بدء تطبيق الحملة”.

من جانبه، قال الناشط عبيدة الحياني لـ”سوريا 24”: إن “الاعتراض لا يتعلق برغبة في مخالفة القانون، وإنما بدافع حماية معداتنا وأجهزتنا التي تصل قيمتها إلى آلاف الدولارات، المدينة شهدت في الأشهر الماضية عدة حوادث كسر زجاج سيارات وسرقة معدات تصوير من داخلها، معظمها تعود لصحفيين وناشطين”.

وأشار عدد من الناشطين إلى أن وجود الفيميه يساعد أحياناً في تجنب لفت الأنظار خلال التنقل بين الأحياء أو أثناء التغطيات الميدانية، مؤكدين أن “إزالته بشكل كامل قد يعرض بعضهم لمخاطر مفتوحة”.

وفي السياق ذاته، أكد النقيب محمد درويش، مسؤول عمليات قسم المرور في حلب، في حديث خاص لـ”سوريا 24”، أن حملة إزالة التظليل تأتي ضمن خطة شاملة لتطبيق القوانين المرورية وتحسين انسيابية السير في المدينة، مشيراً إلى أن المخالفات الأكثر انتشاراً تشمل تجاوز الإشارات والوقوف على الرتل الثاني، وهي من أبرز أسباب الازدحام داخل المدينة.

وأضاف أن الإجراءات الجديدة تهدف إلى تعزيز الأمن والسلامة العامة، بالتوازي مع خطط تنظيم حركة المركبات والدراجات النارية وفق ضوابط محددة.

كما أشار درويش إلى أن إدارة المرور تعمل حالياً على تطوير منظومة إشارات ذكية وتطبيقات إلكترونية لضبط المخالفات وتسهيل الخدمات للمواطنين، موضحاً أن هذه الإجراءات تأتي في إطار خطة لتحويل حلب إلى مدينة أكثر أماناً وتنظيماً.

ورغم ذلك، يرى ناشطون أن القرار المتعلق بإزالة “الفيميه” يحتاج إلى مراجعة واستثناءات خاصة للعاملين في المجال الإعلامي، لتفادي تعرّضهم لمخاطر أمنية أثناء تنقلاتهم الميدانية.

في المقابل، أبدى عدد من السكان وسائقي الأجرة دعمهم للقرار، معتبرين أنه خطوة ضرورية لتعزيز الأمن والحد من الجرائم، وقال أحد السائقين ويدعى أبو فراس لمراسل “سوريا 24”: “كثير من الجرائم كانت تتم بسيارات مموهة، ونحن نرى أن إزالة الفيميه إجراء ضروري لتنظيم المرور وحماية الأهالي، خصوصاً في المناطق المزدحمة والطرق الفرعية”.

وتشهد مدينة حلب منذ أشهر أزمة مرور خانقة، خاصة في أوقات الذروة والدوام الرسمي، نتيجة الازدحام الكبير في المحاور الرئيسية وتزايد المخالفات مثل التوقف العشوائي وتجاوز الإشارات والوقوف على الرتل الثاني، وتقول مصادر في إدارة المرور إن هذه الظواهر كانت من أبرز الدوافع لإطلاق الحملات الأخيرة، في محاولة لتخفيف الازدحام وتحسين انسيابية السير داخل المدينة.

مقالات ذات صلة