“صدمة المفاضلة الجامعية”.. طلاب بين الأمل والخيبة بعد إعلان النتائج

Facebook
WhatsApp
Telegram

منيرة بالوش - سوريا 24

لم يتم قبولك في أي من رغباتك ضمن المفاضلة”، تصدّرت هذه العبارة نتائج بعض الطلاب السوريين هذا العام، وتحولت لحظة انتظار النتائج من فرحة مرتقبة إلى إحباط كبير.

شذى الحموي، البالغة من العمر 20 عامًا، كانت من بين هؤلاء. أعادت تجديد أملها هذا العام بعدما سمحت وزارة التعليم العالي لحملة الشهادات القديمة بالتقدّم إلى المفاضلة، أملًا في متابعة تعليمها الجامعي، لكن حلمها اصطدم بجدار المعدلات المرتفعة.

تقول شذى لسوريا 24: “تم رفض معظم أصحاب الشهادات القديمة، جميع أصدقائي رُفضوا أيضًا، أعطونا أملًا كاذبًا ثم سحبوه فجأة برفع المعدلات إلى أرقام شبه تامة، وكأن الهدف كان فقط إحباطنا.”

تتساءل شذى، ومعها كثير من الطلاب، عن سبب رفع المعدلات بهذا الشكل المفاجئ، وما جدوى فتح باب المفاضلة أمام الشهادات القديمة إن كانت فرص القبول شبه معدومة.

أما ريم عبدالله، وهي طالبة أخرى صُدمت من نتائج المفاضلة، فقد عبّرت عن غضبها واستيائها الشديدين من القرار في حديثها معنا قائلة:
“نحن طلاب هذا العام نتوجه إليكم بهذه الرسالة بعد أن أصبح ما يحدث في القبول الجامعي فضيحة تعليمية حقيقية لا يمكن التغاضي عنها. ما جرى ليس تغييرًا بسيطًا ولا تطويرًا للنظام، بل ظلمٌ فجائي دمّر مستقبل آلاف الطلاب، ورفع معدلات القبول إلى أرقام غير منطقية.”

وتتابع ريم بانفعال واضح: “كيف يقفز الطب البشري من 89 أو 90 إلى 99؟ أيّ عقلٍ يقبل هذا؟ وأيّ عدالة تسمح بأن تفتحوا التقديم لشهادات من عام 2011 إلى 2025 في الوقت نفسه؟ هل هذا نظام قبول أم سباق عشوائي بلا قواعد؟ قراركم سحق دفعة كاملة وأضاع مجهود سنوات. نطالب بإعادة النظر في نظام القبول من الأساس وبطريقة عادلة، لأن ما حدث لا يُقبل لا منطقيًا ولا أكاديميًا ولا إنسانيًا”.

الاستياء لم يتوقف عند الطلاب الجدد فحسب، بل امتدّ ليشمل الأهالي الذين أعربوا عن غضبهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرين أن المفاضلة هذا العام “غير واقعية” و”تفتقر إلى العدالة”، فيما علّق أحد أولياء الأمور بالقول: “المعدلات مرتفعة بشكل هستيري، الله يعين طلاب هالسنة، فوق كل التعب والظروف الصعبة التي مرّوا بها، يُصدمون في النهاية بأن أغلبهم لم يُقبل بأي من المفاضلات التي تقدموا إليها”.

رد وزارة التعليم العالي: مفاضلة جديدة لملء الشواغر

وفي محاولة لامتصاص الغضب، أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عن نيتها إصدار مفاضلة جديدة لملء الشواغر خلال الأيام القليلة القادمة، مؤكدة أن عدد المقاعد المتاحة يتجاوز ثلاثين ألف مقعد في الجامعات الحكومية والخاصة.

وجاء في بيان الوزارة: “سيتم قريبًا إصدار مفاضلة ملء الشواغر للطلاب غير المقبولين في المفاضلة العامة، وتشمل المفاضلة التعليم العام، التعليم الموازي، والتعليم الخاص. المشاركة متاحة لحملة الشهادة الثانوية السورية وغير السورية، إضافة إلى الشهادات الثانوية القديمة، بهدف تحقيق تكافؤ الفرص وتأمين مقعد جامعي لكل طالب مستحق وفق أسس القبول المعتمدة”.

وأكدت الوزارة التزامها بمبدأ العدالة والشفافية في القبول الجامعي، وبأنها تعمل على دعم الطلاب في مسيرتهم الأكاديمية.

ورغم هذا الإعلان، ما يزال كثير من الطلاب يشككون في جدوى مفاضلة “ملء الشواغر”، متخوفين من أن تكون “فرصة شكلية” لا تعوّض حجم الخيبة التي خلّفتها المفاضلة الأولى، وسط دعوات لإعادة النظر جذريًا في نظام القبول الجامعي بما يضمن العدالة والوضوح لجميع الفئات.

مقالات ذات صلة