شهدت مساكن برزة وبرزة البلد موجة اعتراضات متصاعدة بعد القرار الصادر قبل ثلاثة أيام، والذي قضى بتعديل جدول تزويد المياه، بحيث تُضخ أيام الجمعة والسبت والثلاثاء والأربعاء فقط، وفي ساعات ليلية تمتد من الساعة 11 ليلًا حتى الساعة 8 صباحًا، ما أدى إلى تفاقم الأعباء على الأهالي.
وتزامن القرار مع ظروف معيشية ضاغطة، إذ يعتمد الأهالي اعتمادًا شبه كامل على فترات التزويد المحدودة لتأمين احتياجاتهم اليومية. وقد أدى حصر الضخ في ساعات الليل إلى صعوبة استخدامه بالنسبة إلى كثير من الأسر، خصوصًا في ظل تعارضه مع برنامج الكهرباء وعدم انتظامه، ما جعل الوصول إلى الخزانات، خاصة في الطوابق العليا، مهمة شاقة.
وفي حديثها إلى “سوريا 24”، تقول أم محمد من مساكن برزة إن التعديل الأخير “أدى إلى انقطاع متتالٍ يستمر يومين كاملين، وهو ما يعرّض الأسر لمعاناة حقيقية في تدبير شؤونها المنزلية، نظرًا إلى اعتماد أغلب الأهالي على تخزين محدود لا يكفي سوى ليوم واحد”، وتؤكد أن توقيت الضخ الليلي “يُلزم الأسر بالبقاء مستيقظة حتى ساعات الفجر لتأمين حاجاتها الأساسية”.
كما يوضح أبو موسى من أهالي برزة البلد لـ”سوريا 24” أن “تحديد الضخ ليلًا فقط يجعل الاستفادة منه مرهونة بالقدرة على البقاء مستيقظين، وهو أمر بالغ الصعوبة، ولا سيما في ظل ضعف الضخ أحيانًا، ما يتطلّب ساعات طويلة لرفع المياه إلى الخزانات”، ويرى أن الضخ الليلي “يضع عبئًا زائدًا على الأسر التي تفتقر إلى خزانات واسعة أو مضخات قوية”.
ويشير أحمد، من أهالي الحي، في حديثه إلى “سوريا 24” إلى “مشكلة تزامن الضخ مع فترات غياب الكهرباء”، مبينًا أن “الكهرباء لا تتوفر في الأيام المخصّصة للضخ إلا لساعتين فقط، وهو ما يعوق تشغيل المضخات اللازمة لرفع المياه إلى الطوابق العليا”، ويؤكد أن هذه المشكلة “تتكرر دون حلول واضحة، على الرغم من اعتماد معظم الأبنية على أنظمة ضخ عمودية”.
وتبرز شريحة الموظفين باعتبارها الأكثر تضررًا من التعديل الجديد، إذ يجد الموظفون أنفسهم مضطرين للسهر طوال الليل لتعبئة الخزانات، ثم التوجه إلى أعمالهم منهكين في صباح اليوم التالي. ويقول جعفر، وهو موظف ومن سكان الحي، لـ”سوريا 24” إن “العمل لساعات طويلة عقب ليلة بلا نوم أصبح مرهقًا بدرجة كبيرة، ما دفع البعض إلى استخدام إجازات اضطرارية بعد ليالي الضخ”.
وتتضاعف المشكلة مع ارتفاع الكثافة السكانية في مساكن برزة وبرزة البلد، إضافة إلى الاعتماد شبه الكامل على خزانات صغيرة، ما يجعل أي خلل في جدول الضخ أو الكهرباء كفيلًا بترك العائلات دون مياه لمدة تزيد على يومين.
ويرى الأهالي أن حل المشكلة يتطلب إعادة النظر في التوقيت، وتوفير ساعات ضخ نهارية، وتنسيقًا فعليًا مع برنامج الكهرباء، إضافة إلى تثبيت جدول واضح ومستقر يراعي طبيعة المنطقة واحتياجاتها. كما يأملون إصدار توضيح رسمي يبيّن أسباب التعديل وإمكانية تعديله بما ينسجم مع واقع برزة، التي تعيش واحدة من أكثر الفترات صعوبة في تأمين المياه.
وبين مطالب الأهالي والظروف التشغيلية المعلنة، تبقى مساكن برزة وبرزة البلد بانتظار خطوات عملية تخفف من حدة معاناتهم اليومية، وتضمن حقهم في الحصول على مياه تتيح لهم إدارة حياتهم دون سهر، أو انقطاع طويل، أو إرهاق يتكرر أسبوعًا بعد آخر.








