الرقة: انتعاش زراعة البندورة المغطاة كمصدر دخل شتوي

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

تواصل زراعة البندورة المغطاة في ريف الرقة توسّعها الملفت، لتتحول خلال السنوات الأخيرة إلى مورد اقتصادي مهم للعديد من العائلات، خصوصًا النازحين المقيمين قرب الأراضي الزراعية. وقد وفر هذا الأسلوب الزراعي البسيط منتجًا مطلوبًا شتاءً، ما ساعد على تأمين دخل مستقر في ظل ارتفاع أسعار الخضار.

وتعتمد هذه الزراعة على أصناف متأخرة النضج تُقطف قبل احمرارها الكامل، ثم تُخزن في خنادق ترابية تُغطى بالنايلون، لتتابع عملية النضوج خلال فترة قصيرة. ويسمح ذلك للمزارعين بطرح محصول جاهز للبيع في أشهر الشتاء، الأمر الذي يوفر أرباحًا أعلى من مواسم الصيف.

وفي تصريح لـ سوريا 24، يقول محمود العلي، نازح من ريف دير الزور مقيم في قرية الحكومية شمال الرقة: “بدأنا هذا النوع من الزراعة لاستغلال الأراضي المحيطة بخيامنا وتأمين دخل شتوي نعيش منه. العمل بسيط ولا يحتاج إلى جهد كبير كما هو الحال في زراعة الخضار المبكرة، لذلك نتمكن من إدارته بسهولة.” ويضيف أن سعر الكيلوغرام من البندورة المغطاة يصل حاليًا إلى نحو 4000 ليرة سورية، مقابل 1000 ليرة فقط في الصيف.

كما يوضّح المزارع صالح محمد لـ سوريا 24 أن انتشار هذه الزراعة دعم اقتصاد العائلات وخلق فرص عمل جديدة: “تكاليفها قليلة، وهي مناسبة لمن ليست لديهم خبرة واسعة في الزراعة. ومع ارتفاع الأسعار شتاءً، أصبحت العوائد جيدة وتساعدنا على تجاوز صعوبة الوضع المعيشي.”

أما الناشط الزراعي مصطفى العبد الله، فيقول لـ سوريا 24 إن هذا المشروع أسهم في تنشيط القطاع الزراعي خلال فترات الركود: “البندورة المغطاة وفرت مصدر دخل مهم في الوقت الذي تتراجع فيه الزراعات الأخرى. كما أنها عززت التعاون بين النازحين والسكان من خلال تبادل الخبرات وتطوير طرق تناسب طبيعة المنطقة.”

ويبرز نجاح هذا المشروع قدرة الأهالي على استثمار الموارد المحدودة بطرق مبتكرة تضمن لهم دخلًا مستقرًا، وتعكس مستوى التكيف مع التحديات الاقتصادية التي تعيشها المناطق الريفية في الرقة.

 

مقالات ذات صلة