الأتارب تحيي ذكرى مجزرة السوق… “حتى لا تُقتل المدن مرتين”

Facebook
WhatsApp
Telegram

منيرة بالوش - سوريا 24

في مثل يوم 13 من شهر تشرين الثاني الجاري من عام 2017، فقدت مدينة الأتارب بريف حلب الغربي عشرات الشهداء في واحدة من أبشع المجازر التي ارتكبها الطيران الحربي الروسي، حليف النظام السوري، حين استهدف السوق الشعبي وسط المدينة، مخلفًا دمارًا هائلًا ومشاهد لا تزال عالقة في ذاكرة الأهالي حتى اليوم.

وفي الذكرى الثامنة للمجزرة، دعا ناشطون ووجهاء المدينة إلى وقفة تذكارية مساء أمس الخميس، في موقع “المخفر القديم” بمدينة الأتارب، إجلالًا لأرواح الضحايا، وتأكيدًا على مطلب العدالة وكشف الحقيقة، “حتى لا تُقتل المدن مرتين، مرة بالصواريخ ومرة بالنسيان”.

الصحفي رامي السيد، مراسل “سوريا 24”، كان شاهدًا على المجزرة التي تركت أثرًا نفسيًا عميقًا فيه وفي أبناء المدينة. يقول في شهادته: “كنت في السوق لتغطية حركة الناس بعد إعلان هدنة وقف إطلاق النار؛ فالمكان كان مكتظًا بالسكان والمهجّرين من حلب، والأهالي شعروا بشيء من الأمان بعد أسابيع من الهدوء. وفجأة، عند الساعة الثانية ظهرًا، سمعنا صوت الطيران الحربي، ثم شاهدنا الصواريخ تسقط أمام أعيننا. في لحظات، تحوّل السوق إلى جحيم”.

ويضيف السيد: “وصلنا إلى موقع القصف قبل فرق الدفاع المدني، كنا نصوّر وسط دخان كثيف ودمار هائل، وكانت الجثث والأشلاء منتشرة في كل مكان. كانت المشاهد تفوق الوصف”.

وبحسب توثيقات الدفاع المدني السوري حينها، بلغ عدد الضحايا أكثر من 100 شهيد من المدنيين، معظمهم من النازحين وأبناء المدينة، فيما استمرت عمليات رفع الأنقاض أكثر من أسبوع كامل، وعُثر خلال الأسابيع التالية على جثامين جديدة تحت الركام.

نفذ الطيران الحربي الهجوم بستة صواريخ مزدوجة استهدفت السوق والمناطق السكنية المحيطة به، مسببًا دمارًا واسعًا في المباني والمحال التجارية، وسط صدمة الأهالي الذين اعتقدوا أن الهدنة ستحميهم من الموت.

اليوم، وبعد ثمانية أعوام، لا تزال الأتارب تنزف ذكرياتها، وتؤكد من جديد أن العدالة وحدها كفيلة بإراحة أرواح من رحلوا، وأن النسيان هو القصف الأخير الذي لا يجب أن يُسمح له بالسقوط.

 

مقالات ذات صلة