في خطوة لافتة داخل الملاعب السورية، أثبتت الشابة آيند عبدالمجيد، المولودة عام 2007 في مدينة القامشلي، حضورها القوي كإحدى أوائل الفتيات اللواتي يخضن مجال التحكيم الكروي في المنطقة. ورغم صغر سنها، استطاعت أن تفرض احترامها داخل الملعب بثقة وهدوء وحيادية عالية.
شغف بدأ منذ الطفولة
نشأت آيند في بيئة رياضية خالصة، وكانت كرة القدم محور اهتمامها منذ سنواتها الأولى. لم تكن تكتفي بالمشاهدة، بل كانت تحلل أداء اللاعبين وتتابع حكام المباريات بدقة، وكأنها تهيئ نفسها مبكرًا للدور الذي ستتولاه لاحقًا.
تلقت دعمًا كبيرًا من والدها الرياضي، الذي شجعها على خوض التجربة قائلاً إن الشغف هو الأساس وأن لا حدود لأحلامها. هذا الدعم كان الحافز الأهم لاتخاذ أول خطوة جدية في طريق التحكيم.
من الملاعب النسائية إلى صافرة التحكيم
شاركت آيند كلاعبة في عدة أندية نسائية في منطقتها، وكان احتكاكها المستمر بالمباريات يزيد من تعلقها بعالم كرة القدم. ومع مرور الوقت، جذبتها تفاصيل التحكيم أكثر من اللعب نفسه، لتقرر الانتقال إلى الجانب الذي يحتاج إلى تركيز ومسؤولية أكبر.
خضعت لدورة تحكيم رياضي، لتكون بذلك من أوائل الفتيات في القامشلي اللواتي يدرسن هذا المجال بشكل رسمي.
تجربة تحكيمية مختلفة
اللحظة الفاصلة كانت حين تم تكليفها بإدارة أربع مباريات داخل المدينة: ثلاث للفرق النسائية وواحدة لفريق شباب. تصف آيند دخولها الملعب لأول مرة كحكمة بأنه كان مليئًا بالشعور بالقوة والفخر.
وتقول إن كل صفارة كانت بمثابة إعلان بأنها تستحق هذا الدور، مؤكدة أن المسؤولية لم تكن سهلة، لكنها واجهتها بثقة نابعة من حبها الكبير لكرة القدم.
كسر الصورة النمطية
لم يكن الطريق خاليًا من التحديات، فالمجتمع المحلي ما يزال ينظر إلى التحكيم باعتباره مهنة بعيدة عن النساء. لكن آيند قررت أن تكون بداية التغيير، وتمكنت خلال فترة قصيرة من تحويل النظرات المترددة إلى احترام واضح من الجمهور واللاعبين على حد سواء.
تؤكد الشابة أن وجودها في هذا الموقع ليس سعيًا للتميّز الفردي فقط، بل رسالة لكل فتاة أن الرياضة ليست حكرًا على أحد.
طموح يتجاوز حدود المدينة
تسعى آيند إلى تطوير مهاراتها عبر المشاركة في دورات احترافية، وتتمنى أن تصل يومًا ما إلى التحكيم الدولي وتمثيل منطقتها وبلدها في البطولات العالمية.
وترى أن نجاحها قد يكون دافعًا للمزيد من الفتيات لخوض مجالات رياضية جديدة، مهما بدت غريبة أو صعبة.
رسالة للجيل الجديد
توجه آيند رسالة واضحة:
“آمني بنفسك، واتّبعي شغفك، ولا تسمحي لأي كلمة أن توقف حلمك”.
وتؤكد أن كل مرة تدخل فيها الملعب تشعر أنها تقترب خطوة جديدة من حلمها الكبير.












