يعاني حي تل حجر في مدينة الحسكة من أزمة بيئية متصاعدة، تتمثل في تراكم النفايات في الشوارع والساحات العامة، وسط غياب حاويات مخصصة لجمعها، وتقصير واضح في عمل البلدية رغم مرور شاحناتها. هذه الحالة دفعت الأهالي إلى التحذير من تداعيات صحية خطيرة ناجمة عن انتشار الروائح الكريهة، الحشرات، والجرذان، إضافة إلى المخاطر التي تهدد الأطفال خاصة.
وفي حديث لموقع “سوريا 24″، قال أبو يزن، أحد سكان الحي: “إن النفايات تنتشر بكثافة في كل مكان، دون أن تبادر أي جهة إلى رفعها. أكياس القمامة ومخلفات الطعام أصبحت مصدرًا لجذب الجرذان والكلاب الشاردة، التي تنقل النفايات بين البيوت والشوارع. ومع هبوب الرياح قبل أيام، تطايرت النفايات لتتجمع أمام منازلنا. الروائح الناتجة عن ذلك أصبحت خانقة، خصوصًا أن منزلي في الطابق الأرضي، ولم نعد قادرين على فتح النوافذ بسبب الروائح والحشرات”.
وأضاف أبو يزن أن الأطفال لم يعودوا قادرين على اللعب خارج المنازل بسبب المخاوف من القوارض والحشرات، وأن دخول الجرذان إلى البيوت بدأ يشكل خطرًا مباشرًا على السكان، متسائلًا عن سبب غياب التدخل البلدي لمعالجة هذه المشكلة.
وفي السياق ذاته، أوضح أحمد أبو يعرب، وهو من سكان حي تل حجر أيضًا، لموقع “سوريا 24”: “إن النفايات ملقاة على الأرض منذ أيام دون وجود أي حاويات مخصصة، والروائح أصبحت لا تُطاق. تنتشر الحشرات والجراثيم بشكل غير طبيعي، فيما تمر شاحنات البلدية دون أن تقوم بعملية جمع حقيقية للنفايات. اضطررت مؤخرًا لاستئجار عامل وشاحنة خاصة مقابل 150 ألف ليرة سورية لنقل النفايات التي تكدست أمام منزلي بسبب غياب أي حلول رسمية”.
وتابع قائلًا: “لم يعد بإمكاننا تحمّل هذا الوضع. تراكم النفايات يتسبب بروائح كريهة وتحلل عضوي يهدد الصحة العامة، وقد بدأ الأطفال يعانون من مشاكل صحية وحساسية بسبب الحشرات. كل ما نطلبه هو وجود حاويات مناسبة وتنظيف دوري قبل أن تتفاقم المشكلة ونواجه أضرارًا شديدة”.
يؤكد الأهالي أن المشكلة تجاوزت كونها أزمة نظافة لتتحول إلى تهديد حقيقي للصحة العامة، ويتساءلون عن غياب الاستجابة الفاعلة من قبل الجهات المختصة. ويطالبون بضرورة وضع حاويات في نقاط تجمّع مناسبة، وإطلاق حملات تنظيف منتظمة تشمل كافة أحياء الحي، بالإضافة إلى حملات توعية للمواطنين حول التخلص السليم من النفايات، قبل أن تتحول الأزمة إلى خطر شامل يصعب احتواؤه.
