نفّذ وفد عسكري يضمّ ضباطاً من روسيا وتركيا وسوريا جولة ميدانية على خطّ الفصل في محافظة القنيطرة، شملت مواقع كانت تشغلها الشرطة العسكرية الروسية سابقاً، وعلى رأسها التلول الحمر وعدد من نقاط المراقبة الممتدّة بمحاذاة الجولان المحتل، وذلك بحسب مراسل “سوريا 24” في المنطقة.
النقاط الروسية السابقة
وقالت مصادر عسكرية مطّلعة لـ “سوريا 24” إن الجولة شملت المواقع نفسها التي استخدمتها روسيا بين عامَي 2018 و2023، في ريفَي القنيطرة ودرعا، حيث قام الوفد بتفقّد البنى التحتية القائمة في تلك النقاط واطّلع على وضعها الفني والميداني.
خلفية عن الانتشار الروسي السابق في المنطقة
وبحسب بيانات سابقة لوزارة الدفاع الروسية وتصريحات لمسؤولين عسكريين روس في صيف عام 2018، بدأت موسكو انتشار الشرطة العسكرية في محيط خطّ الفصل بمحافظة القنيطرة عقب سيطرة قوات النظام على الجنوب السوري، ضمن الحملة العسكرية التي انتهت بوضع كامل الشريط الحدودي مع الجولان تحت سيطرتها.
وفي آب/أغسطس 2018، أعلن ضباط في مجموعة القوات الروسية في سوريا عن إنشاء أربع نقاط تفتيش ومراقبة للشرطة العسكرية على أطراف المنطقة المنزوعة السلاح، مع خطّة لرفع عددها إلى ثماني نقاط، بهدف تأمين المنطقة ومساندة قوات الأمم المتحدة لمراقبة فضّ الاشتباك واستعادة دورياتها على الحدود مع الجولان المحتل، مع التأكيد على أن هذه النقاط تتمركز في الجانب السوري من محافظة القنيطرة وخارج المنطقة المنزوعة السلاح نفسها.
كما أشارت تقارير دولية في تلك الفترة إلى أن الشرطة العسكرية الروسية تولّت تسيير دوريات على الجانب السوري من معبر القنيطرة، بالتوازي مع عودة جزء من دوريات قوّات الأمم المتحدة (أندوف) إلى المنطقة.
هوية الانتشار المقبل
وأكدت مصادر عسكرية خاصة لـموقع سوريا 24 أنّ الجولة الحالية لم تتضمّن إعلاناً رسمياً حول طبيعة الانتشار المتوقع خلال المرحلة المقبلة، مشيرةً إلى وجود نقاشات حول احتمال إعادة تشغيل هذه النقاط بصيغة روسية كاملة أو تحويل بعضها إلى نقاط مراقبة مشتركة روسية–تركية.
وأشار مراسلنا إلى أن الوفد العسكري امتنع عن الإدلاء بأي تصريحات للإعلام خلال الجولة، ولم يصدُر توضيح رسمي حول شكل الانتشار أو موعده.
مشاركة تركية لافتة
وبحسب مراسلنا في المنطقة، فإنّ وجود ضباط أتراك ضمن الجولة شكّل تطوّراً ميدانياً جديداً في المنطقة، في وقت لم تُعلَن فيه أي تفاصيل رسمية عن حجم المشاركة التركية أو طبيعتها.
ارتباط بالتحركات السياسية الأخيرة
وتأتي هذه الجولة جاءت بعد أيام من زيارة الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع إلى موسكو، من دون صدور بيان رسمي يربط بين التحرك الميداني واللقاءات السياسية.
كما ترافقت مع تسجيل توغّلات إسرائيلية متكرّرة خلال الأسابيع الماضية في ريف القنيطرة، شملت عمليات داخل بعض القرى الحدودية.








