يعاني سكان حي تل حجر في مدينة الحسكة من سوء أوضاع الطرقات وتراكم الأوساخ، في ظل غياب أي تدخل من الجهات الخدمية منذ سنوات، ما جعل التنقل والحياة اليومية في الحي تحدياً مستمراً. وتتصاعد المطالبات بإيجاد حل جذري لهذه المشكلات، التي باتت تؤثر على صحة السكان وراحتهم واستقرارهم الاجتماعي.
يرصد موقع “سوريا 24” شكاوى متكررة من سكان الحي، الذين يرون أن الشوارع بقيت على حالها منذ إنشاء الحي تقريباً، دون أي أعمال تعبيد أو صيانة، ما تسبب بانتشار الغبار في فصل الصيف وتحول الطرق إلى برك من الطين في فصل الشتاء. ويقول موسى الأحمد، أحد السكان، إن الغبار الكثيف يخترق البيوت ويغطي الأثاث والأرضيات، مما يسبب معاناة يومية للأمهات في التنظيف، ويؤدي إلى مشكلات صحية، خاصة لدى الأطفال وكبار السن. كما أضاف أن الشوارع تصبح مليئة بالحفر والمياه الراكدة مع أول سقوط للأمطار، مما يعوق الحركة ويضطر الأهالي لاتخاذ مسارات طويلة لتجنب الوحل.
ويؤكد محمد أبو صالح أن الطرق الترابية وغياب الصرف الصحي المناسب أديا إلى تدهور وضع السيارات وارتفاع نفقات الإصلاح، نتيجة الغرز المتكرر في الوحل وتضرر الإطارات والهياكل. ويضيف أن “فتح النوافذ في الصيف لم يعد خياراً، بسبب الغبار الذي يتسلل إلى الداخل، حتى أن الملابس المغسولة لا تجف دون أن تتسخ من جديد”. ويوضح أن أولى خطوات تحسين الوضع في الحي تكمن في رصف الطرقات وتنظيم البنية التحتية الأساسية.
من جهة أخرى، يلفت ناصر الجمعة إلى أن المشكلة لا تتوقف عند الطرقات فقط، بل تتعداها إلى تراكم النفايات والأوساخ على جوانب الطرق وحول البيوت، في ظل غياب خدمات النظافة باستمرار. ويشير إلى أن الأطفال حرموا من اللعب في الخارج بسبب الحفر والمطبات، وأن الحياة اليومية باتت مرهونة بالتفكير في كيفية تجنب المشاكل الناتجة عن الوضع المتردي للطرقات. ويرى أن “حي تل حجر بات منسياً رغم كثافته السكانية وحاجة سكانه الماسة إلى خدمات أساسية”.
أمام هذا الواقع، يطالب الأهالي الجهات المعنية بالتحرك السريع من أجل تعبيد الشوارع، ومعالجة تراكم الأوساخ، وتوفير بنية تحتية ملائمة تضمن حياة كريمة للأهالي. ويشيرون إلى أن هذه المطالب لا تمثل رفاهية، بل حقاً أساسياً من حقوقهم في بيئة معيشية نظيفة وسليمة، مؤكدين أن تجاهل هذه الاحتياجات فاقم المشكلات وأدى إلى شعور متزايد بالعزلة والتهميش.












