الرقة: الطفل إبراهيم العيد بين العمل القسري وحلم العودة للمدرسة

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

في قرية الجلاء بريف الرقة الشمالي، تعيش أسرة الطفل إبراهيم العيد ظروفًا اقتصادية قاسية انعكست مباشرة على تعليم أطفالها وحياتهم اليومية. إبراهيم، ذو الاثني عشر عامًا، كان يطمح للالتحاق بالمدرسة كغيره من أقرانه، لكن الضغوط المعيشية دفعت أسرته لتأجيل تعليمه مؤقتًا بانتظار تحسن الأحوال.

تعتمد الأسرة في دخلها على الزراعة التي تكبدت خلال السنوات الماضية خسائر كبيرة، في ظل غياب الدعم للمزارعين. هذا الواقع دفع إبراهيم للبحث عن مصدر رزق يساعد من خلاله أسرته، رغم تمسكه القوي برغبته في متابعة الدراسة.

يرافق إبراهيم شقيقه إلى الأسواق الشعبية في قرى ريف الرقة، حيث يعملان في إصلاح الأحذية باستخدام أدوات بسيطة توفر دخلًا محدودًا للأسرة. وعلى الرغم من ساعات العمل الطويلة، يواصل إبراهيم التمسك بأحلامه في العودة إلى مقاعد الدراسة.

يقول إبراهيم لموقع سوريا 24: “أخرج إلى الأسواق مع أخي لإصلاح الأحذية بدخل بسيط أساعد به والدي في مصاريف المنزل.”

وتبرز قصة إبراهيم كصورة واقعية لمعاناة كثير من الأطفال في المناطق الريفية، حيث تضطرهم الظروف القاسية لترك الدراسة مؤقتًا لإعالة أسرهم، فيما يبقى الأمل حاضرًا في غدٍ أفضل.

من جانبه، يؤكد المرشد التربوي السابق محمد العلي، لسوريا 24، أن تفاقم ظاهرة عمالة الأطفال يشكل تحديًا مجتمعيًا كبيرًا، ويتطلب جهودًا مشتركة لإيجاد حلول مستدامة تعيد الأطفال إلى مدارسهم وتساعد الأسر في تجاوز أزماتها الاقتصادية.

ويضيف: “لا يمكن إصلاح التعليم دون تحسين البيئة الاقتصادية والاجتماعية. فالتعليم أساس المستقبل، ومن مسؤوليتنا دعم الأطفال وحثهم على الاستمرار في تعليمهم.”

وتبقى عمالة الأطفال إحدى أبرز المشكلات التي تواجه مجتمع الرقة، في ظل استمرار الظروف المعيشية الضاغطة التي تدفع الأطفال إلى أدوار تفوق أعمارهم.

 

 

مقالات ذات صلة