تلبيسة: افتتاح دائرة الأحوال المدنية يُنهي معاناة آلاف الأسر

Facebook
WhatsApp
Telegram

أُعلن في مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، عن افتتاح مقر دائرة الأحوال المدنية (النفوس)، بعد توقفٍ استمر لسنوات، في خطوة تُعد من أبرز التطورات الخدمية التي شهدتها المنطقة منذ عدة أشهر.

ويُتوقع أن يُسهم هذا الافتتاح في تخفيف العبء المعيشي والنفسي عن آلاف الأسر في تلبيسة والمناطق المجاورة، حيث بات بإمكانهم استخراج أبسط الوثائق الرسمية دون الحاجة إلى التنقل اليومي إلى مدينة حمص.

إجراء يسهل الكثير على الأهالي

وحول ذلك، قال تمام هلال، مدير مركز الشؤون المدنية الشخصية في تلبيسة، في حديث لمنصة سوريا 24: “بدأ العمل في دائرة النفوس في تلبيسة بشكلٍ رسمي بحضور مدير الشؤون المدنية الشخصية، وتم استخراج عدة بيانات للأهالي بخطوات منظّمة، مع اعتماد نظام دور آلي لضمان سرعة الخدمة ودقتها”.

وأضاف: “توجد حالياً مشكلة في الكهرباء، ويتم البحث في خيارين لمعالجتها: تركيب مولدة بجانب المبنى، أو تركيب ألواح طاقة بديلة لضمان استمرارية العمل”.

وعن أهمية إعادة تفعيل دائرة النفوس في تلبيسة، أجاب: “تسهم عودة دائرة النفوس في: التخفيف عن أهلنا في تلبيسة، خاصة مع ضعف الإمكانيات المتاحة للوصول إلى مركز المحافظة، والحدّ من الأعباء المادية والزمنية على الأهالي، وتسهيل الحصول على الوثائق الرسمية بشكل أسرع وأكثر انسيابية”.

وبخصوص الوثائق التي يتم إصدارها حالياً، أوضح قائلاً: “يتم استخراج بيان عائلي، بيان فردي، بيان طلاق، بيان زواج، بيان ولادة، بيان وفاة”.

خدمات شاملة ومجانية

من جهته، أكد الدكتور سليم طه، أحد أعضاء لجان الأحياء في مدينة تلبيسة في حديث لمنصة سوريا 24، أن الدائرة ستباشر عملها رسميًا اعتبارًا من الأحد القادم، في تمام الساعة الثامنة صباحًا.

وأشار إلى أن الخدمات المقدمة ستكون شاملة ومجانية بالكامل في المرحلة الأولى، وتضم: إخراج قيد فردي، إخراج قيد عائلي، بيان ولادة، بيان وفاة.

ولفت طه إلى أن تسجيل الولادات الجديدة لا يزال قيد الاختبار التقني، إذ سيتم تجريب الاتصال بالشبكة المركزية التابعة لوزارة الداخلية.

وأضاف: “في حال ثبتت فعالية وثبات الاتصال، فسيتم الانتقال إلى تسجيل الولادات مباشرة في الدائرة، ما يُمثّل نقلة نوعية في تبسيط الإجراءات وضمان دقة السجلات المدنية المحلية”.

الفرج بعد الضيق

من جهته، وصف الناشط المحلي نضال العكيدي الافتتاح بـ “الفَرْج بعد الضيق”، موضحًا في حديث لمنصة سوريا 24، أن المواطنين كانوا يتكبدون مشقة التنقّل اليومي بين تلبيسة وحمص، إلى جانب تكاليف النقل الباهظة في ظل تدهور القدرة الشرائية.

وقال: “كانت رحلة استخراج وثيقة بسيطة — كإخراج قيد عائلي — تستغرق يومًا كاملًا، بين الذهاب والانتظار في طوابير مزدحمة، والعودة. اليوم، كل هذه التحديات أُزيلت من أمام الأهالي. هذا ليس تيسيرًا إداريًا فحسب، بل دعمٌ نفسي واجتماعي في وقتٍ تزداد فيه الضغوط الاقتصادية”.

ويأتي افتتاح الدائرة استجابةً لمطالباتٍ شعبية تصاعدت خلال الأشهر الماضية، وثّقتها منصة سوريا 24 في تقرير نُشر قبل نحو شهر ، أشارت فيه إلى أن أهالي تلبيسة وبلدات الريف الشمالي يعيشون حالة من الإحباط المزمن جرّاء توقف عمل “النافذة الواحدة” ودائرة النفوس منذ تحرير المنطقة.

وكان السكان يضطرون إلى قطع مسافات طويلة تحت ظروف معيشية صعبة:

ازدحام شديد في دوائر حمص، تكاليف نقل متزايدة، انتظار لساعات طويلة، أحيانًا لأيام، لإنجاز معاملة واحدة، صعوبة التنقّل للمسنين والمرضى وذوي الإعاقة.

وتقع تلبيسة على بعد نحو 20 كيلومترًا شمال شرق مدينة حمص، وتشهد كثافة سكانية متزايدة، نتيجة النزوح الداخلي وعودة الأُسر إلى مناطقها بعد سنوات من النزوح.

مقالات ذات صلة