حلب: منظمة وهمية تُطيح بمشروع تأهيل طريق عنتاب وعشرة ملايين دولار تتبخّر

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

أفادت مصادر متقاطعة لموقع سوريا 24 بتوقّف عدد من المشاريع الخدمية في ريف حلب، وسط شبهات باختلاس مالي وهروب أحد المسؤولين المرتبطين بما يُسمّى «المنظمة السورية لحقوق الإنسان».
وكانت محافظة حلب قد أعلنت، في آب/أغسطس الماضي، توقيع مذكرة تفاهم وُصفت بـ«الضخمة» مع ما سُمّي «المنظمة الدولية لحقوق الإنسان وشؤون اللاجئين» (IOHR)، بقيمة عشرة ملايين دولار، خُصصت لمشاريع صيانة وتأهيل الطرق في المدينة ومحيطها.

وبحسب المصادر، فإن المشاريع التي توقفت بشكل مفاجئ تشمل: إعادة تأهيل طريق خان العسل–الأتارب، طريق دوار الليرمون–اعزاز، طريق دارة عزة–حلب، إضافة إلى مشروع الباب–الباب. وجاء ذلك بعد الاشتباه بضلوع أحد المسؤولين في الجهة الداعمة في عملية اختلاس مبالغ مالية قبل أن يفرّ إلى جهة مجهولة.

وتشير المعلومات الأولية إلى أن القضية ما تزال قيد المتابعة من قبل محافظة حلب والجهات المشرفة على التنفيذ. كما يؤكد مسؤولون محليون أن المنظمة الداعمة لا تقوم بتسديد الدفعات مباشرة للمتعهدين، وأن التواصل جارٍ مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالتمويل للتحقق من سبب توقف المستحقات. وقد أفاد القائمون على المشروع بأن المكتب الأممي أبلغهم عدم وجود أي اعتماد مالي جديد صادر عن الجهة التي كانت تدّعي تمويل الأعمال.

وحاول موقع سوريا 24 التواصل مع المحافظة للاستفسار عن حقيقة ما يجري ووضع المشاريع المتوقفة، دون تلقي أي رد حتى اللحظة.
ومنذ الإعلان عن توقيع الاتفاقية الممولة بعشرة ملايين دولار مع «المنظمة السورية لحقوق الإنسان»، سارع عدد من النشطاء والمواقع المختصة بكشف الأخبار المضللة إلى التحذير من عدم وجود هذه المنظمة على أرض الواقع. وأظهر تحقيق أعدّته منصة «تأكد» أن الجهة التي أصدرت البيانات حول المشروع تُعد كياناً وهمياً ينتحل صفة منظمة تابعة للأمم المتحدة، وهو ما سبق أن كشفته المنصة في تحقيقات سابقة، حيث تبيّن أن الكيان يُدار من قبل أفراد مرتبطين بالنظام السابق ولا يملكون أي صفة أممية أو قانونية.

كما نفت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، صوفي كارلسون، وجود أي تعاون بين المكتب وهذه الجهة أو مع «يونيسف»، رغم استخدامها شعارات مؤسسات أممية على موقعها.

وتعمّقت الشكوك عقب إعلان محافظة حلب توقيع اتفاقية تعاون مع ما يسمى «المنظمة الدولية لحقوق الإنسان وشؤون اللاجئين – IOHR»، قبل أن يتبيّن لاحقاً أنها غير معترف بها. ثم سارعت الجهة ذاتها إلى إعلان وقف أنشطتها داخل سوريا «إلى حين استكمال الإجراءات التنظيمية»، معتبرة أن أي مشاريع نُفذت دون موافقتها المباشرة «باطلة ولا يُعتد بها»، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة للتنصّل من التزامات مالية وتنفيذية.

ويؤكد ناشطون محليون أن توقّف هذه المشاريع يترك أثراً مباشراً على الأهالي، نظراً لأهمية الطرق الحيوية التي كان من المفترض إعادة تأهيلها خلال الفترة المقبلة.

مقالات ذات صلة