محافظة حماة تكشف لسوريا 24 حجم الأضرار التي ألحقها نظام الأسد بالبنية التحتية

Facebook
WhatsApp
Telegram

محمد الشيخ - سوريا 24

كشف حسن الحسن، معاون محافظ حماة، في تصريح خاص لموقع سوريا 24 عن حجم الدمار الواسع الذي ما تزال تعاني منه القرى والبلدات الريفية في المحافظة، مؤكداً خروج جزء كبير من البنى الخدمية عن العمل نتيجة الدمار الجزئي أو الكلي، وذلك قبل ساعات من انطلاق حملة فداء لحماة.

وأوضح الحسن أن 70% من المدارس الريفية — أي نحو 500 مدرسة — ما تزال خارج الخدمة، الأمر الذي ينعكس مباشرة على الواقع التعليمي ويحد من قدرة آلاف الطلاب على متابعة دراستهم. وفي الجانب الخدمي، أشار إلى أن 30% من سكان المناطق الريفية يعيشون في تجمعات لا تصلها خدمات المياه والصرف الصحي، ما يزيد الأعباء الصحية والبيئية على الأهالي.

وبيّن الحسن أن القطاع الصحي بدوره يواجه تحديات كبيرة، إذ يوجد 43 مركزاً صحياً بحاجة إلى ترميم وإعادة بناء، إضافة إلى 7 مشافٍ تحتاج إلى تأهيل كامل قبل أن تتمكن من استعادة قدرتها التشغيلية.

أما في قطاع الطرق، فأوضح أن أكثر من 100 طريق ريفي، بطول يصل إلى 311 كيلومتراً، يتطلب إعادة تأهيل كاملة لضمان ربط القرى والخدمات الحيوية ببعضها. كما لفت إلى وجود 627 بئراً تحتاج إلى إعادة تأهيل لإعادة تأمين مصادر المياه الأساسية للمجتمعات الريفية.

وختم الحسن بالتأكيد على أن إعادة تأهيل هذه القطاعات تمثل أولوية في خطة المحافظة، نظراً لارتباطها المباشر بحياة السكان وعودة الاستقرار إلى المناطق المحررة.

ويأمل القائمون على حملة “الفداء لحماة” في جمع تبرعات تفوق 250 مليون دولار، لصالح إعادة تأهيل ما خربته آلة الإجرام الأسدية في المحافظة خلال السنوات الماضية.

وتشير مصادر تنظيمية إلى أن هناك تعهدات من قبل عدد من رجال الأعمال لدعم الحملة، دون الكشف عن قيم هذه التعهدات أو ماهية الأشخاص المتعهدين، حرصاً على عنصر المفاجأة خلال حفل إطلاق فعاليات الحملة.

تشير التقارير الأممية الصادرة عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) إلى أن محافظة حماة كانت من أكثر المناطق تضرراً في المنطقة الوسطى نتيجة العمليات العسكرية المتعاقبة. التحليلات المعتمدة على صور الأقمار الصناعية رصدت آلاف المباني المتضررة بدرجات متفاوتة، مع انتشار واسع للدمار في الأحياء الشرقية من مدينة حماة وفي القرى الواقعة على خطوط المواجهة السابقة. وتُظهر التقييمات أن نسبة كبيرة من السكان اضطروا للنزوح خلال ذروة المعارك، فيما بقيت أعداد كبيرة مشردة داخلياً لسنوات بسبب غياب البنية الأساسية اللازمة للعودة.

القرى الأكثر تضرراً شملت بلدات في ريف حماة الشمالي والغربي مثل كفرزيتا، اللطامنة، قلعة المضيق، مورك، كفرنبودة، والزكاة، حيث تعرضت مناطق كاملة للقصف الجوي والمدفعي، ما أدى إلى تدمير منازل ومحال وأسواق ومساحات زراعية واسعة. في مدينة حماة نفسها، سُجلت أضرار في الأبنية السكنية القديمة والبنية الخدمية، خصوصاً شبكات المياه والكهرباء.

وتؤكد الأمم المتحدة أن عودة السكان ما تزال مرتبطة بقدرة المؤسسات المحلية على إعادة تأهيل المدارس والمراكز الصحية والبنية التحتية الأساسية، إضافة إلى إزالة الأنقاض وتأمين الخدمات الحيوية. وبالرغم من بدء بعض عمليات الترميم، تبقى المحافظة بحاجة إلى دعم كبير لإعادة دورة الحياة الطبيعية إلى المناطق المتضررة.

مقالات ذات صلة