تتزايد الحوادث المرورية على الطريق الدولي الواصل بين حلب والرقة بوتيرة ملحوظة، خصوصًا في المقاطع التي تمر بالقرى المأهولة مثل الحمام والسحل والكسرات. ويعبّر الأهالي عن قلق متصاعد إزاء خطورة هذا الطريق الذي بات يشكل تهديدًا يوميًا لحياتهم، نتيجة السرعة الزائدة وغياب الحد الأدنى من متطلبات السلامة، إضافة إلى انعدام الدوريات المرورية وضعف إجراءات الردع.
ويُعد هذا الطريق شريانًا رئيسيًا يربط بين مدن وبلدات مكتظة، الأمر الذي يزيد كثافة الحركة عليه ويضاعف احتمالات وقوع الحوادث، خاصة في المناطق التي تفتقر للبنية التحتية المناسبة. كما أن قرب المدارس والمرافق العامة من الطريق يعرض الأطفال والمارة لخطر دائم عند العبور أو التنقل.
عبد الرحمن الخالد من قرية الحمام قال لـ سوريا 24 إن الأهالي يعيشون حالة مستمرة من الحذر، موضحًا: «السرعة المفرطة التي يسير بها السائقون تحوّل الطريق إلى نقطة تهديد حقيقية. لا توجد أي لافتات تحذيرية أو إشارات مرورية تساعد على تنظيم الحركة، كما أن غياب الشرطة المرورية يشجع بعض السائقين على التهور. نطالب بإنارة الطريق، وتثبيت إشارات واضحة، وتحسين بنيته بشكل شامل للحد من الحوادث».
وفي قرية الكسرات، تحدّثت السيدة فاطمة العيسى لـ سوريا 24 عن معاناة يومية يعيشها الأهالي، خاصة أولئك الذين يرسلون أبناءهم إلى المدارس الواقعة بمحاذاة الطريق. وقالت: «أطفالي يعبرون الطريق مرتين يوميًا دون وجود ممر آمن أو إشارات تحذيرية. نعيش هاجس وقوع حادث في أي لحظة. نرجو من الجهات المختصة وضع حواجز أو إشارات ضوئية وتنفيذ رقابة مشددة على السرعة لضمان سلامة أطفالنا».
أما في قرية السحل، فأوضح المهندس الزراعي سامر الدرويش لـ سوريا 24 أن الحوادث المتكررة خلال السنوات الماضية أصبحت جزءًا من المشهد اليومي، وقال: «غياب الرقابة المرورية يجعل السائقين يتجاهلون قواعد السلامة بلا مبالاة. السرعة الزائدة داخل القرى المأهولة خطيرة للغاية، ونحتاج بشكل عاجل إلى تطبيق قوانين صارمة واتخاذ إجراءات وقائية تحد من هذه الحوادث».
ويشير أهالي القرى الثلاث إلى أن غياب البنية التحتية المناسبة من إشارات المرور واللافتات التحذيرية والحواجز الواقية والإنارة يمثل أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع معدلات الحوادث على هذا الطريق الحيوي. ويرى الأهالي أن توفير هذه المتطلبات، إلى جانب الحضور المنتظم للشرطة المرورية، سيُسهم بشكل كبير في تقليل الخطر وحماية أرواح المواطنين.
كما يؤكد السكان أن الطريق يخدم آلاف المارة يوميًا، من بينهم طلاب وموظفون ومزارعون يعتمدون عليه للتنقل بين القرى والمدن. ويعتبرون أن معالجة هذه المشكلات أصبحت ضرورة ملحّة تتطلب استجابة سريعة، خاصة أن التأخير في تحسين الواقع قد يؤدي إلى حوادث جديدة يمكن تفاديها بإجراءات بسيطة وفعالة.










