المليحة: الأهالي يشتكون تردي الخدمات بعد سنوات التهجير

Facebook
WhatsApp
Telegram

منيرة بالوش - سوريا 24

تشهد بلدة المليحة في الغوطة الشرقية استمرارًا واضحًا في تراجع قطاع الخدمات الأساسية، رغم عودة قسم كبير من أهاليها بعد سنوات طويلة من الحرب والحصار والتهجير. وتشير شهادات حصلت عليها منصة سوريا 24 من أبناء البلدة إلى أن واقع الخدمات ما يزال بعيدًا عن الحد الأدنى المطلوب لإعادة الحياة إلى طبيعتها، وسط نقص شديد في الإمكانات وارتفاع متسارع في عدد السكان العائدين.

وأكد حسن أنيس أبو ماجد، أحد أعيان المليحة، أن رحلة التهجير التي عاشها السكان كانت حصيلة الحرب والحصار القاسيين، مشيرًا إلى أن الأهالي عادوا بعد سبع أو ثماني سنوات ليجدوا بلدتهم شبه مدمرة بالكامل.

وقال إنهم بدأوا منذ اللحظة الأولى بمحاولات إصلاح ما يمكن إصلاحه في الطرقات والكهرباء والمياه والصرف الصحي، لافتًا إلى أن التحسينات التي شهدتها البلدة خلال العام الماضي كانت محدودة وبطيئة مقارنة بحجم الدمار الكبير.

وأضاف أن أهم التحديات الحالية تتمثل في أزمة السكن وملف التعليم، واصفًا الأخير بأنه “الأكثر تعقيدًا”، نظرًا لدمار المدارس، ونقص الكوادر، وتراكم الفساد الذي عرقل تطوير هذا القطاع لسنوات طويلة، ما يجعل عملية إصلاحه بحاجة إلى وقت وجهد وتعاون واسع.

وفي حديث آخر لـ “سوريا 24″، أوضح بلال الجزار، أحد أبناء البلدة، أن المليحة تعرضت لمعركة استمرت أربعة أشهر عام 2014، انتهت بسيطرة قوات النظام، ومنع الأهالي من العودة لمدة أربع سنوات. وقال إن السكان الذين عادوا عام 2018 بعد “المصالحة” وجدوا منازلهم خالية تمامًا من أي تجهيزات، بعد تعرضها للتعفيش والدمار، ما أجبرهم على البدء من الصفر في ترميم بيوتهم.

وأضاف أن الأهالي حاولوا، رغم القيود المفروضة على دخول المواد الأساسية، إعادة الحياة تدريجيًا إلى البلدة بدعم من بعض تجار المنطقة، إلا أن الوضع الخدمي ما يزال ضعيفًا، خصوصًا فيما يتعلق بشبكات الكهرباء، التي أصبحت غير كافية بعد تضاعف عدد السكان ثلاث أو أربع مرات. كما أكد أن البنية التحتية والصرف الصحي ما يزالان بحاجة إلى إعادة تأهيل شاملة.

كما أشارت إحدى المعلمات المتقاعدات من أبناء البلدة إلى الحاجة الملحة لتأمين باصات نقل كبيرة داخل المليحة، نظرًا لصعوبة التنقل باستخدام السرافيس الصغيرة، خاصة بالنسبة لكبار السن، وهو ما يضطرهم إلى استخدام سيارات الأجرة بتكاليف مرتفعة يوميًا.

تؤكد هذه الشهادات مجتمعة أن المليحة تقف اليوم أمام مرحلة صعبة من إعادة الإعمار، في ظل تحديات خدمية كبيرة ونقص في الموارد، فيما يأمل أهلها أن تنجح الجهود المحلية في إعادة الحياة تدريجيًا إلى البلدة، وتوفير الحد الأدنى من الخدمات الضرورية لاستقرار السكان وعودتهم الكاملة.

 

مقالات ذات صلة