يتصاعد القلق بين سكان مدينة الرقة مع تزايد أعداد الكلاب الشاردة في الأحياء السكنية والطرق الحيوية، خصوصاً خلال ساعات الصباح الأولى التي تُعد ذروة حركة الموظفين وطلاب المدارس، ويؤكد مراسل سوريا 24 أن معدلات الهجمات ارتفعت مؤخراً بشكل لافت، وسط غياب أي إجراءات ملموسة للحد من انتشارها.
يقول أحمد (37 عاماً)، وهو موظف يقيم في حي المشلب، إن وجود مجموعات من الكلاب الشاردة قرب المدارس بات مشهداً يومياً، مضيفاً: “أوصل ابنتي إلى المدرسة بسيارتي كل صباح، لا أستطيع السماح لها بالمشي وحدها، فالهجمات ازدادت، وبعض الجيران اضطروا لأخذ أطفالهم إلى المستشفى لتلقي لقاح مضاد لداء الكلب”.
من جهتها، توضح سمر (29 عاماً)، وهي ربة منزل: “الكلاب تتجول بين الأزقة وتقترب من المنازل عند الفجر، بعضها يبدو مريضاً أو جائعاً، وهذا ما يجعل تصرفها عدوانياً وغير متوقع”.
وبحسب مراسلنا في الرقة، سجلت الأيام الماضية عدة حالات إصابة طفيفة ومتوسطة نتيجة العَضّ أو السقوط أثناء محاولة الهرب، ما دفع العديد من السكان لطلب لقاحات وقائية خوفاً من انتقال الأمراض.
ويشير المراسل إلى أن المشكلة ليست جديدة، لكنها تفاقمت خلال العام الجاري بشكل ملحوظ، دون وجود خطة واضحة من الجهات الخدمية في المدينة لجمع الكلاب أو الحد من انتشارها.
ويقول ناشط محلي يعمل في مجال الخدمات المجتمعية، فضل عدم الكشف عن اسمه: “نتلقى شكاوى شبه يومية من مختلف الأحياء، لكن حتى الآن لا توجد حملة رسمية للحد من انتشار الكلاب، ولا إجراءات لحماية محيط المدارس والطرقات المكتظة بالطلاب”.
ومع دخول فصل الشتاء، تقلّ مصادر الغذاء، وهو ما يدفع الكلاب الشاردة للبحث عن الطعام قرب التجمعات السكنية، ما يزيد من احتمالات الهجوم.
ويطالب السكان الجهات المعنية بإطلاق حملات ميدانية تشمل:
• جمع الكلاب الشاردة ومعالجة المريضة منها
• تأمين محيط المدارس والطرق الحيوية
• التخلص من مكبات النفايات العشوائية التي تجذب هذه الحيوانات
• تنفيذ برامج توعية موجهة للسكان حول طرق الوقاية
ويؤكد الأهالي أن حماية الأطفال وكبار السن تتطلب استجابة سريعة، وليس وعوداً مؤجلة، خاصة أن هذه الظاهرة باتت تؤثر على شعور السكان بالأمان داخل المدينة.
وكانت سوريا 24 قد نشرت في مطلع نيسان الماضي تقريراً حول انتشار الكلاب الشاردة في قرية الجديدة شرقي الرقة، حيث اشتكى الأهالي من تكاثرها قرب مكبات النفايات العشوائية.
وأكد حينها سكان القرية أن مكباً قرب الطريق الرئيسي أصبح بؤرة رئيسية للكلاب الضالة، وأن المارة وطلاب المدارس تعرضوا للملاحقة والهجوم.
ورغم مرور أشهر على تلك الشكاوى، إلا إن الأوضاع لم تتحسن، بل ازدادت تعقيداً مع توسع انتشار الكلاب إلى مناطق سكنية جديدة دون وجود حلول جذرية.








