سيارات مهجورة تتكدس في شوارع دمشق وتفاقم أزمة المواقف وتنظيم المرور

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24 - سلطان الأطرش

تواجه العاصمة دمشق منذ سنوات أزمة متصاعدة تتعلق بتكدس السيارات المتروكة في الشوارع والمواقف العامة، وهي أزمة لا تتعلق فقط بالشكل العام للمدينة، بل تمتدّ لتؤثر على حركة السير، وتوافر المواقف، وحتى الشعور بالنظافة والسلامة في الأحياء السكنية. ويشير أهالي عدة مناطق تحدثوا لـ«سوريا 24» إلى أن وجود هذه المركبات لم يعد مجرد ظاهرة عابرة، بل بات جزءاً من مشهد يومي يزداد سوءاً مع غياب الحلول الفعلية من الجهات المعنية.

مشاهدات ميدانية توضّح حجم المشكلة

خلال جولة لمراسل «سوريا 24» في أحياء المزة والبرامكة والعباسيين وأجزاء من وسط المدينة، بدا واضحاً أنّ عشرات السيارات المتروكة تشغل الأرصفة والمساحات المخصصة للمواقف. بعضها مغطى بطبقات سميكة من الغبار وأوراق الشجر المتراكمة، وأخرى تظهر عليها آثار حوادث أو حريق أو تآكل، ما يجعلها غير قابلة للحركة نهائياً.

وفي منطقة المزة تحديداً، قال أبو سالم لـ«سوريا 24» إنه يعود في ساعات المساء ليبحث مطولاً عن موقف لسيارته، بينما سيارات قديمة ومهجورة تشغل أماكن يمكن أن تُستثمر لحل جزء من أزمة الاصطفاف. ويضيف أنّ بعض هذه السيارات “لم تتحرك منذ سنوات طويلة ولم تُمسّ حتى بإنذار واحد”.

وفي البرامكة، تظهر في بعض الأزقة سيارات مهملة تحولت إلى نقاط تجمع للقاذورات، وتشتكي أم وائل لـ«سوريا 24» من سيارة مهجورة قرب مدخل الحي، قائلة إنّ وجودها أصبح مصدر إزعاج حقيقي للأهالي، تجمع حولها الأوساخ والحشرات وروائح غير مرغوبة، ومع ذلك لا تتحرك الجهات المختصة لإزالتها.

أما في العباسيين، فيشير أهالي المنطقة إلى أن بعض المركبات المتروكة تبدو وكأنها “منسية منذ زمن طويل”. ويذكر أحمد، الموظف الحكومي، لـ«سوريا 24» أن هناك سيارات لا يعرف أحد أصحابها، باتت تشغل المواقف لسنوات بينما الأهالي يبحثون يومياً عن مكان لركن سياراتهم دون جدوى.

اختناق مروري ومخاطر إضافية

لا يقتصر أثر السيارات المهملة على حجز المواقف فقط، بل تسبّب أيضاً عرقلة واضحة في الطرقات، خاصة في الشوارع الضيقة أو تلك التي تتطلب حركة سلسة للمواصلات العامة. ففي منطقة التجارة، يقول سائق السرفيس أبو عدنان لـ«سوريا 24» إنّ وجود سيارات خربانة على أطراف الطرقات يجبر السرافيس على الالتفاف في مساحات ضيقة، ما يخلق اختناقات مرورية متكررة خاصة خلال ساعات الذروة.

ويلاحظ مراسل «سوريا 24» أن بعض هذه السيارات المتروكة موجود قرب منشآت حكومية ومدارس وأسواق رئيسية، ما يزيد من ازدحام هذه النقاط الحيوية، ويُجبر المارة أحياناً على السير في أجزاء من الطريق بسبب احتلال الأرصفة.

الإهمال الحضري وتأثيره على السلامة العامة

يتحدث الأهالي أيضاً عن شعور متزايد بالإهمال الحضري نتيجة انتشار هذه المركبات. ففي حي ركن الدين، تقول ليلى لـ«سوريا 24» إنّ وجود سيارة مهجورة قرب البناء تحول إلى مصدر قلق للأهالي، خاصة في الليل، إذ تبدو السيارة كمكان معتم ومهمل قد يشكل بيئة غير آمنة للأطفال أو المارة.

ويشير الأهالي إلى أن بعض السيارات باتت تشكل بؤراً لتجمع الحشرات، ما قد يؤدي إلى مشكلات صحية في بعض الحالات.

القوانين موجودة… لكن التنفيذ غائب

رغم وجود قوانين بلدية تسمح بسحب السيارات غير المستخدمة بعد توجيه الإنذارات، إلا أن التطبيق الفعلي لهذه الإجراءات شبه معدوم. فلا تُرى ملصقات إنذار على السيارات المتروكة، ولا تُلاحظ أي حملات ممنهجة من قبل الجهات المختصة. ويرى الأهالي أن غياب أي تحرك رسمي يشجع على استمرار المشكلة، خصوصاً مع ترك البعض سياراتهم بسبب عدم القدرة على إصلاحها في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.

مطلب واسع بحل جذري

يطالب أهالي العاصمة عبر «سوريا 24» بإطلاق حملة شاملة تتضمن جرد المركبات المتروكة وتحديد مالكيها، ثم إزالة ما هو مهمل منها أو نقلها إلى ساحات الحجز. ويؤكد الأهالي أن معالجة هذه الظاهرة ستوفر مواقف إضافية، وتخفف الضغط المروري، وتحسن المشهد البصري للمدينة، وتعيد قدراً من النظام والنظافة للأحياء السكنية.

كما يأمل الأهالي في أن تترافق هذه الخطوة مع تنظيم أفضل للمواقف، وتشجيع بدائل النقل، وتنفيذ حملات دورية لمنع تكرار المشكلة في المستقبل.

مقالات ذات صلة