شهدت بلدة بيت جن في ريف دمشق، اليوم الجمعة، عملية عسكرية إسرائيلية وُصفت بـ”غير المسبوقة” من حيث حجمها ونطاقها، تخللتها توغلات برية وأعمال قصف مكثف، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، ودمار واسع في البنية التحتية والممتلكات الخاصة.
وأدى القصف المتكرر إلى موجة نزوح واسعة بين السكان، خوفًا من تصاعد العمليات في الساعات المقبلة.
وتقع بلدة بيت جن على الخاصرة الشرقية لجبل الشيخ، على ارتفاع نحو 1150 مترًا عن سطح البحر، إذ تبعد قرابة 45 كيلومترًا عن العاصمة دمشق.
وتتبع البلدة إداريًا لمنطقة قطنا بريف دمشق، وتُعتبر مركزَ ناحية يضم عددًا من القرى المحيطة.
كما أن موقعها الجغرافي يمنحها أهمية استراتيجية فريدة: فهي تربط بين ريف دمشق الغربي وريف القنيطرة الشمالي، وتقع على مقربة من قرية شبعا اللبنانية، وتجاور مباشرة خط التماس مع الحدود الإسرائيلية.
قبل اندلاع الثورة السورية عام 2011، كانت بيت جن تُعرف بأنها منطقة سياحية، لكن مع تطور الأحداث، تحولت البلدة، منذ سيطرة فصائل “الجيش الحر” عليها في حزيران 2013، إلى ممر إمداد رئيسي بين الجنوب اللبناني ومناطق المعارضة السورية في الغوطة الشرقية والغربية، ككناكر وخان الشيح وزاكية.
شكّلت البلدة، على مدار سنوات، آخرَ جيبٍ معارضٍ قرب الحدود اللبنانية، ما جعلها محط أنظار القوى العسكرية والسياسية على حد سواء.
لم تقتصر الأهمية على البعد اللوجستي فقط، بل امتدت إلى البعد الأمني والإقليمي: فموقع بيت جن المتاخم لمنطقة شبعا المتنازع عليها، وقربها من جبل الشيخ المحتل، جعلا منها نقطة ضغط محتملة في أي تحول استراتيجي في الجنوب السوري، يضاف إلى ذلك سهولة التحكم في طرقاتها، التي كانت تمكن من فك أو خنق أي امتداد ميداني بين الجنوب والوسط.








