تشهد مدينة دير الزور حالة استنفار خدمي متنامية مع اقتراب فصل الشتاء، في ظل تزايد مطالب الأهالي بتسريع أعمال الصيانة والترميم في البنية التحتية التي ما تزال تعاني من آثار الدمار الواسع.
وعلى الرغم من بعض التحركات الرسمية، فإن السكان يرون أن ما تم إنجازه غير كافٍ لمواجهة احتياجات المدينة في موسم الشتاء القاسي.
تدهور البنية التحتية وتأخر الاستجابة
أوضح عدد من سكان المدينة أن البنية التحتية ما تزال في وضع لا يلبّي الحد الأدنى من الخدمات، إذ تنتشر الحفر والشوارع غير الصالحة للاستخدام، إلى جانب أعطال متكررة في شبكات المياه والكهرباء.
ويشير الأهالي إلى أن وتيرة الإصلاحات بطيئة، بينما تبقى الموارد المتاحة محدودة وغير قادرة على تغطية حجم الأضرار.
وقال أنس أبو عابد، أحد سكان دير الزور، في حديث لمنصة سوريا 24، موضحاً واقع الخدمات: “تشهد مدينة دير الزور في الآونة الأخيرة تحسّناً بطيئاً بسبب الدمار الهائل في البنية التحتية، حيث إن معظمها مدمّر، وإعادة تأهيلها تحتاج إلى دعم مادي كبير. حتى إن شوارع المدينة غير صالحة وتحتاج إلى أعمال الصيانة والتزفيت، ورغم قلة الموارد، إلا أن ورشات الطرق قامت بتأهيل مدخل دير الزور الغربي على طريق حلب”.
وتابع: “وبالنسبة للمنشآت الأخرى، فهي في طور الصيانة، مثل صيانة محطة المياه وغيرها من المرافق، كما تم أيضاً تأهيل محطات الكهرباء في حقل التيم لتغذية المدينة بالكهرباء”.
وأشار إلى أن هناك منظمات دولية ومحلية تقوم على إعادة تأهيل بعض البنى التحتية، إلا أن ذلك يستلزم دعماً مادياً ودولياً، بالإضافة إلى مدد زمنية قد تستغرق سنوات نتيجة الدمار الهائل، حسب تعبيره.
وزاد موضحاً: “وصلت مطالب الأهالي إلى القائمين في محافظة دير الزور للإسراع في تحسين جميع المرافق قبل حلول فصل الشتاء الذي أصبح على الأبواب، ويأمل الأهالي أن تكون الاستجابة سريعة وتلبي طموحات أهل المدينة”.
مجلس المدينة: “نعمل بكامل طاقتنا”
في المقابل، يؤكد مجلس مدينة دير الزور أنه يبذل جهوداً كبيرة رغم الإمكانات المحدودة، موضحاً أن حجم الدمار يفوق قدرات المؤسسات المحلية.
وقال رئيس مجلس مدينة دير الزور، ماجد حطاب، في حديث لمنصة سوريا 24: “البلدية تعمل بكامل طاقتها في كل المجالات: تزفيت، تمديد صرف صحي، إصلاح الصرف الصحي، تأهيل منازل، ترحيل أنقاض، توزيع حاويات… إلخ، ولكن هل هناك من يرانا جالسين ولا نعمل؟”.
ولفت إلى أن نسبة المنشآت المتضررة في المدينة تتراوح بين 70 و80%، وما تحقق من إنجاز هو 5% من خلال تأهيل المنازل.
وذكر أن المنازل المهدّمة هي كلها أملاك خاصة، وفي هذه الحالة، فهي خارج مسؤولية مجلس مدينة دير الزور، أما أبنية الدولة مثل المدارس أو مؤسسة المياه أو المستوصفات المدمّرة، فجميعها تعود عائديتها إلى دوائرها. وبالنسبة للصرف الصحي، نعمل عليه بشكل متواصل، وهناك مشروع جديد لصيانة شبكات الصرف الصحي في أحياء متفرقة من المدينة، وفق كلامه.
جولات ميدانية ووعود بالإسراع
وقبل أيام، أجرى محافظ دير الزور جولة ميدانية في حيي هرابش والصناعة، شملت عدداً من المدارس والمرافق الخدمية المتضررة، وذلك برفقة أعضاء المكتب التنفيذي.
وشدّد المحافظ خلال الجولة على ضرورة الإسراع في ترميم تلك المرافق قبل حلول فصل الشتاء، مؤكداً أن هذه الخطوة تأتي ضمن المتابعة الميدانية المستمرة للواقع الخدمي في المدينة.
بين الواقع والطموح
رغم وجود مشاريع لترميم الطرق وشبكات الصرف الصحي ومحطات المياه والكهرباء، ما يزال حجم الدمار يشكل تحدياً كبيراً يتجاوز قدرات المؤسسات المحلية دون دعم خارجي واسع.
وبين جهود رسمية محدودة ومطالب شعبية متزايدة، تنتظر دير الزور خطوات أكثر فعالية تُحدث تغييراً ملموساً يخفّف من معاناة السكان قبل أن يشتد البرد وتتفاقم الأزمات الخدمية.








