اكتشاف مقبرة جماعية شرق حلب

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

عُثر في قرية تركان التابعة لمنطقة السفيرة شرق حلب على مقبرة جماعية داخل بئر أثري، وذلك بعد تلقي الجهات المحلية بلاغات من سكان القرية حول انبعاث روائح غير طبيعية وحدوث انهيار جزئي في محيط أحد الآبار المهجورة.

وأكد مراسل سوريا 24 أن فرق الدفاع المدني التابعة لوزارة الطوارئ والكوارث سارعت إلى المكان بعد البلاغ، لتكتشف وجود عشرات الجثامين داخل البئر، دون القدرة على تحديد رقم دقيق بسبب صعوبة النزول إلى العمق وضيق فتحة البئر وتكدّس الجثث بشكل غير منتظم.

وقال الدكتور بركات اليوسف مسؤول منطقة السفيرة في تصريح خاص لسوريا 24 إن فرق الدفاع المدني واجهت صعوبات كبيرة في تقييم عدد الجثامين نتيجة الحالة المتدهورة للجثث والعمق الكبير للبئر، موضحاً أن “المعطيات الأولية تشير إلى أن الجثث موجودة منذ فترة طويلة، وربما تعود لسنوات سابقة عندما كانت المنطقة تحت سيطرة وحدات من جيش النظام السابق”.

وأضاف اليوسف أن فرق الإنقاذ “عثرت في بئر ثانٍ مجاور على أسلحة وذخائر ومواد متفجرة”، مرجحاً أن تكون المنطقة قد استخدمت “لغايات أمنية أو عملياتية” خلال فترة سيطرة القوات السابقة.

وبحسب المعلومات التي حصل عليها مراسل سوريا 24، فإن منطقة تركان تحتوي عدة آبار أثرية، بعضها رُدم خلال فترات القصف والاشتباكات، فيما بقيت آبار أخرى مفتوحة دون حراسة، ما جعلها عرضة للاستخدامات العسكرية أو لإخفاء الجثامين بعيداً عن الأنظار.

وأكد الدكتور اليوسف أن فرق الدفاع المدني لا تزال تعمل على تأمين الموقع ومنع اقتراب المدنيين، بانتظار دخول فرق مختصة بالانتشال الشرعي لتولت استخراج الجثث وفحصها، في إطار الإجراءات المعتمدة للتعامل مع المقابر الجماعية.

وقال سكان من القرية لمراسل سوريا 24 إن المنطقة المحيطة بالبئر كانت “مغلقة بالكامل ولا يُسمح بالاقتراب منها” لسنوات طويلة، وإن بعض الآبار ظلت مهجورة دون أي عمليات صيانة أو تفقد، قبل أن يفضح الانهيار الأخير ما بداخل أحدها.

ويُعد ملف المقابر الجماعية في سوريا من الملفات المعقدة بعد سقوط النظام السابق، إذ تشير تقارير حقوقية إلى أن آلاف الأشخاص تعرضوا للاختفاء القسري أو الإعدام الميداني في السنوات السابقة.

ووفق بيانات الهيئة الوطنية للمفقودين في سوريا، تم توثيق أكثر من 60 مقبرة جماعية حتى الآن في مختلف المناطق، بعضها اكتُشف بمحض الصدفة، فيما تخضع أخرى لعمليات تحقيق منظمة.

وفي حلب وحدها، أعلنت الجهات المختصة سابقاً اكتشاف خمس مقابر جماعية خلال عمليات الفحص والمتابعة، بينما يُعد موقع القصيفة شمال دمشق من أكبر المواقع الموثّقة حتى الآن.

مقالات ذات صلة