الطنبر في الرقة.. وسيلة تقليدية تصمد وسط تراجع الخدمات

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

يواصل الطنبر، العربة الخشبية التي تجرها الخيول، حضوره في مدينة الرقة كإحدى وسائل النقل التقليدية التي ما زالت تؤدي دورا مهما رغم تراجع البنية التحتية وغياب خدمات النقل الحديثة. ورغم اختفاء هذه الوسيلة من معظم المدن السورية، ما تزال تنتشر في أحياء شعبية مثل الدرعية والرميلة، إضافة إلى أسواق نشطة كسوق الحديد وسوق الهال، حيث يعتمد عليها السكان في التنقل ونقل البضائع.

وقال يوسف السفراني من حي الدرعية لـ سوريا 24 إن الاعتماد على الطنبر لم يعد خيارا تراثيا بقدر ما أصبح ضرورة اقتصادية. وأضاف: “تكاليف صيانة السيارات باتت مرتفعة للغاية، كما أن شوارع الحارات الشعبية ضيقة ومليئة بالحفر، لذلك يبقى الطنبر الوسيلة الأكثر عملية. نستخدمه أيضا لنقل مواد البناء والبضائع، وهو يوفر مصدر دخل ثابت لكثيرين.”

من جهته، أوضح كريم، أحد العاملين في سوق الحديد، لـ سوريا 24 أن الطنبر يشكل عنصرا أساسيا في الدورة الاقتصادية اليومية. وقال: “العديد من الأحياء في الرقة لا تسمح حالتها بدخول سيارات النقل الكبيرة، ولهذا يعتمد التجار على الطنبر لإيصال السلع إلى الأسواق. بدونه ستتعطل أعمال كثير من المحال.”

وفي حي الرميلة، أكد فهد المحمد في تصريح لـ سوريا 24 أن الطنبر ما يزال حاضرا بقوة داخل الأسواق الشعبية، مضيفا: “تعرفنا على الطنبر منذ زمن طويل، وما زلنا نعتمد عليه لأن المدينة لا تزال في مرحلة ترميم. الشوارع المتضررة لا تتحمل وزن السيارات الحديثة، بينما يستطيع الطنبر العمل في مختلف الظروف.”

ويشير عدد من أهالي الرقة إلى أن استمرار استخدام الطنبر يعود إلى عدة أسباب، أبرزها ضعف البنية التحتية، وارتفاع تكاليف الوقود والصيانة، والحاجة إلى وسائل نقل صغيرة ومرنة داخل الأحياء القديمة. كما بات الطنبر جزءا من اقتصاد العمل اليومي في المدينة، إذ تعتمد عليه بعض العائلات كمصدر رزق أساسي.

ورغم أن الطنبر يبدو وسيلة قديمة، فإن دوره في الرقة اليوم يعكس تكيف السكان مع الظروف الصعبة وابتكار حلول بديلة تتناسب مع واقعهم الخدمي المتراجع. ومع ذلك، يؤكد الأهالي لـ سوريا 24 الحاجة الملحة إلى تحسين شبكة الطرق وتطوير وسائل النقل، بما يسهل حياة السكان ويخفف الأعباء اليومية عنهم.

وهكذا يستمر الطنبر، رغم بساطته، رمزا للصمود ومكونا من مكونات التراث الشعبي الذي ما يزال يجد مكانا له في الحياة اليومية لسكان الرقة.

 

مقالات ذات صلة