تواجه الكثير من العائلات في مدينة دير الزور ظروفًا معيشية صعبة مع حلول فصل الشتاء، إذ ما تزال تقطن في منازل مهدّمة أو غير صالحة للسكن.
وتتركّز النسبة الأكبر من هذه الأسر في أحياء الحميدية والشيخ ياسين والعَرْضي، وهي المناطق الأكثر تضررًا من الدمار الذي خلّفته سنوات الحرب.
وقال غسان أبو نايف، أحد سكان المدينة في حديث لمنصة سوريا 24، إن مساحات واسعة من الأحياء ما تزال على حالها دون تدخلات ترميمية واضحة، مشيرًا إلى أن بعض العائلات تعتمد على تغطية الأسقف المتضررة ببطانيات مقدّمة من جمعية الهلال الأحمر، وبمساهمة شبّان من المنطقة.
تدهور الوضع المعيشي وارتفاع الأسعار
أوضح أبو نايف أن الوضع المعيشي في المدينة يشهد تراجعًا مستمرًا، مع ارتفاع الأسعار وضعف القدرة الشرائية.
وذكر أن الغلاء شمل معظم المواد الغذائية الأساسية، وهو ما يثقل على العائلات التي لم تعد قادرة على تأمين احتياجاتها اليومية، الأمر الذي دفع بمجموعات من الطلاب والجامعيين إلى التفكير بتنظيم احتجاجات للمطالبة بتحسين الظروف الاقتصادية.
معوّقات الترميم وظاهرة سرقة مواد البناء
وبخصوص جهود إعادة الإعمار، أفاد أبو نايف بوجود سرقة متكررة لمواد البناء، لا سيما البلوك الإسمنتي، مؤكّدًا أن بعض الجدران التي أُعيد بناؤها تضررت مجددًا نتيجة فقدان تلك المواد، الأمر الذي يدفع الأهالي إلى إعادة البناء بشكل متكرر.
وأشار إلى أن بعض الأسر لجأت إلى تركيب أبواب حديدية رئيسية بعد تضرّر الأبواب الخشبية، غير أن هذا الإجراء يعدّ حلاً محدودًا ولا يغطي سوى الاحتياجات الأساسية.
تكاليف مرتفعة وإيجارات متفاوتة
وقدّر أبو نايف تكلفة الباب الحديدي الواحد بنحو 1.3 مليون ليرة سورية، فيما تصل كلفة تركيب بابين إلى نحو 2.5 مليون ليرة، دون احتساب النقل والتركيب.
وتبقى أعمال الكهرباء والمياه والدهان معلّقة لدى معظم العائلات نظرًا لارتفاع تكاليفها.
غياب خطة شاملة للإعمار
ووسط كل ذلك، تفتقر المدينة إلى خطة إنمائية واضحة لإعادة الإعمار، وهو ما يجعل استقرار السكان مرهونًا بمبادرات فردية لا تكفي لمعالجة حجم الضرر.
ويُعد غياب الدعم المؤسسي أحد أبرز العوامل التي تؤخر عودة الخدمات الأساسية وتؤثر مباشرة على أوضاع الأسر المقيمة في منازل مهدّمة مع اقتراب فصل الشتاء.









