أيقونة المطبخ الشعبي في الرقة: مستو يحفظ نكهة التراث

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

يُعدّ مصطفى محمد عرب، المعروف بلقب مستو، واحدًا من أبرز الأسماء في عالم الأطعمة الشعبية بمدينة الرقة، حيث بات اسمه رمزًا للنكهة الأصيلة والروح المفعمة بالود التي تميز مطبخ المدينة. فالرجل الأربعيني جمع بين مهارة الطهو ودفء التعامل، ليصبح جزءًا من ذاكرة سكان الرقة وملامح حياتهم اليومية.

تنتمي عائلة مستو إلى منطقة عفرين شمالي سوريا، قبل أن تستقر في الرقة قبل سبعة عقود. ومنذ توليه العمل في مجال الأطعمة الشعبية، استطاع أن يواصل هذا الإرث بخبرة وطاقة جعلت من اسمه علامة محلية معروفة، رغم التحديات والظروف التي مرت بها المدينة في السنوات الماضية.

يدير مستو مطعمًا يقع في وسط الرقة، ويُعد من أشهر المطاعم الشعبية التي يقصدها الأهالي يوميًا لتناول وجبات الفلافل والفول والحمص وغيرها من الأطباق التقليدية التي تشكّل جزءًا من هوية المدينة. ويتميّز المكان بجودة الطعام وسرعة الخدمة والضيافة التي أصبحت حديث الرواد.

وفي حديثه لسوريا 24، يقول مستو:
“الطهي بالنسبة لي ليس مجرد مهنة، بل رسالة محبة واهتمام. الطعام هو الطريقة التي نظهر من خلالها ثقافتنا وقيمنا. حين أرى الزبائن يبتسمون وهم يتناولون أطباقي، أشعر بأن جهدي وصل لقلوبهم قبل موائدهم.”

كما يضيف “الرقة مدينة تحمل في أطباقها قصة طويلة من التراث، ومن الجميل أن أكون جزءًا من هذه الحكاية عبر الحفاظ على نكهة الأكل الشعبي الأصيل.”

أحد الزبائن تحدّث أيضًا لـ سوريا 24 قائلاً: “مستو ليس مجرد طاهٍ. عندما أدخل المطعم أشعر وكأنني في بيتي، فاستقباله الدافئ يجعل من الوجبة تجربة كاملة تتجاوز الطعم.”

ورغم ما شهدته الرقة من تغيرات وتحديات، نجح مستو في الحفاظ على مكانة مطعمه كوجهة يومية للباحثين عن مذاق التراث الحقيقي. ويؤكد لـ سوريا 24: “سر النجاح ليس في الشهرة، بل في ثقة الناس ومحبتهم. هذا ما أعتز به قبل أي شيء آخر.”

وهكذا، يمثّل مستو اليوم أحد أبرز وجوه المطبخ الشعبي في الرقة، وشخصية تجمع بين المهارة والإنسانية، وتواصل إبراز جمال التقاليد السورية في مدينة لا تزال تحافظ على ذاكرتها رغم كل المتغيرات.

 

مقالات ذات صلة