أعلن الرئيس أحمد الشرع، من قصر المؤتمرات في دمشق، أنّ الذكرى الأولى للتحرير تمثّل لحظة تاريخية تستعيد فيها سوريا مكانتها بعد أن فقدت الشام، درّة الشرق، أكثر من خمسة عقود، وتعرّضت لمحاولات سلخها عن عمقها الحضاري والإنساني.
وأوضح أنّ حقبة النظام البائد لم تكن مجرد إدارة فاشلة، بل صفحة سوداء في تاريخ البلاد أدّت إلى تمزيق المجتمع وإضعاف الدولة وإفقار الإنسان.
وشدّد الرئيس على أنّ النظام السابق زرع التفرقة بين أبناء الشعب، وبثّ الشكّ والخوف، وحوّل عقد المواطنة إلى ولاءٍ قسري، وأقام جدارًا من الرعب بين السلطة والناس، مما دفع سوريا إلى أدنى المراتب في مختلف المجالات.
وقال إنّ الشام أرض الحضارة والإيمان، ومنها انطلقت قيم العدل والوفاء والحكمة عبر الأجيال، وإنّ أبناءها أصحاب قلوب طيبة وعقول نيّرة، أدركوا مبكرًا أنّ الحقوق تُنتزع ولا تُمنح، وأن الحرية لها ثمن، وأن النصر مع الصبر.
واعتبر الرئيس الشرع أنّ نهاية المعركة مع النظام البائد هي بداية لمعركة الجدّ والاجتهاد، معركة بناء الدولة وإعادة تشكيل مؤسساتها على أساس القانون والمواطنة والعدل الانتقالي لضمان محاسبة كل من انتهك حقوق السوريين، مؤكّدًا أنّ دمج الفرق العسكرية المختلفة في جيش وطني واحد كان خطوة جوهرية لترسيخ الاستقرار وتعزيز وحدة البلاد.
وحول السياسة الاقتصادية قال الرئيس الشرع إنّ الحكومة تعمل على إبرام شراكات استراتيجية في مجالات الطاقة والبنية التحتية، بهدف دعم التعافي الاقتصادي وإعادة تشغيل القطاعات المتوقفة. وأوضح أنّ تحسين مستوى الدخل واستقرار العملة وخلق فرص العمل تمثّل أولويات المرحلة، وأن مواجهة إرث الفساد تتطلّب عملاً شاقًا، لكنه الطريق الوحيد لبناء اقتصادٍ قويّ ينهض على العدالة والشفافية.
وختم الرئيس كلمته بتوجيه التحية للأبطال الذين حرّروا الوطن بدمائهم، وللأمهات الصابرات، وللأبناء الذين واجهوا اليُتم، وللشعب السوري العظيم الذي صمد أمام القهر والظلم. مؤكّدًا أنّ سوريا تبدأ اليوم فجرًا جديدًا، تُكتب ملامحه بجهد أبنائها وإصرارهم، وأن المستقبل الذي حُرم منه السوريون طويلاً أصبح أقرب من أي وقتٍ مضى.








