أطفال مخيمات ريف الرقة يواجهون خطر الانقطاع عن التعليم

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

تتصاعد معاناة آلاف السكان في المخيمات العشوائية بريف الرقة الغربي، حيث ينعكس بُعد التجمعات السكنية عن القرى والمدارس على واقع التعليم بشكل مباشر، ويجعل وصول الأطفال إلى مقاعد الدراسة مهمة يومية شاقة، تزداد صعوبتها مع غياب الطرق المناسبة وافتقار المنطقة إلى وسائل نقل آمنة.

يُعد مخيم الرشيد مثالًا صارخًا لهذه التحديات؛ إذ يقع وسط مساحات زراعية واسعة، ويُجبر الأطفال على قطع مسافات طويلة سيرًا على الأقدام للوصول إلى أقرب مدرسة، فيما تتحول الطرق شتاءً إلى مسارات شبه غير سالكة بسبب الطين وبرك المياه، ما يعرّضهم للانقطاع المتكرر عن التعليم.

خالد العلي، أحد سكان المخيم، يقول لـ”سوريا 24″: “أطفالي يقطعون يوميًا أكثر من خمسة كيلومترات ذهابًا وإيابًا للوصول إلى المدرسة. في الشتاء يصبح الطريق معاناة حقيقية، الطين والبرد يرهقانهم، وكثيرًا ما يتغيبون بسبب سوء الطرق، وهذا يهدد مستقبلهم الدراسي.”

أما ريم، وهي أم لطفلين في المخيم، فتوضح لـ”سوريا 24″ جانبًا آخر من الأزمة: “الوضع بات لا يُحتمل. قد يُحرم أطفالنا من التعليم لأسبوع كامل عندما تُغلق الطرق بسبب الأمطار. نطالب بمدارس متنقلة أو صفوف بديلة داخل المخيم، وحتى خيمة تعليمية يمكن أن تصنع فرقًا.”

ويشير منير العيسى، وهو شاب من المنطقة يعمل في تقديم خدمات تطوعية للمخيمات، في حديثه لـ”سوريا 24″ إلى تحديات تتجاوز المسافة والظروف الطبيعية:
“المشكلة ليست في البعد فقط، بل في انعدام الأمن داخل الطرق الزراعية التي يسلكها الأطفال. هذه الظروف تُعمّق شعور الأهالي بالإهمال، ونحتاج إلى تدخل عاجل يضمن استمرار تعليم الأطفال ويوفّر لهم الحماية.”

رغم الوعود المتكررة من الجهات المعنية، يقول سكان المخيمات إن الواقع لا يشهد حلولًا ملموسة، فيما يظل التعليم، بوصفه حقًا أساسيًا، مهددًا بفعل الظروف القاسية التي تحاصر الأطفال يوميًا. ويؤكد الأهالي أن تحسين الطرق، وتأمين وسائل نقل، أو إنشاء صفوف مؤقتة، خطوات قادرة على إنقاذ مستقبل مئات الأطفال في هذه المناطق المنسيّة.

مقالات ذات صلة