ريف حلب: عودة الحركة السياحية إلى “الباسوطة”

Facebook
WhatsApp
Telegram

شهم آرفاد - سوريا 24

تعود باسوطة تدريجيًا إلى واجهة الحياة في ريف عفرين بعد سنوات ثقيلة عاشتها تحت وقع الحرب وتبدّلات السيطرة، فالقرية التي عُرفت طويلًا بجمالها، ووفرة ينابيعها، وهدوئها الذي يجذب الزوار من مختلف المناطق، بدأت اليوم تستعيد حضورها الاقتصادي والسياحي، رغم الآثار العميقة التي تركتها سنوات النزاع.

منطقة تغيّرت خارطة السيطرة فيها مرارًا
منذ عام 2012 خرجت باسوطة تدريجيًا من سيطرة النظام الساقط، لتصبح جزءًا من مناطق الإدارة الذاتية التي أدارت ريف عفرين بين 2013 و2018.
وفي مطلع 2018، شكّلت البلدة أحد محاور عملية “غصن الزيتون”، لتنتهي المعارك بسيطرة تركيا وفصائل الجيش الوطني على المنطقة في آذار من العام ذاته.
هذه التحوّلات المتعاقبة، وتصاعد حالة عدم الاستقرار، انعكست بشكل مباشر على القطاع السياحي، فتراجعت الحركة، وأُغلقت كثير من المقاصف التي كانت سابقًا تعجّ بزوّار حلب والمناطق المحيطة.

فتح الطرقات يعيد الزوار
مع تحسّن الظروف الأمنية وعودة الطرقات للعمل، بدأت الحركة الاقتصادية تعود بدورها. ويؤكد خليل عبد الرحمن عمر، صاحب مطعم النبعة منذ عام 1977، أن المشهد تغيّر خلال فترة قصيرة: “قبل شهرين فقط كانت الحركة ضعيفة، أمّا اليوم فالزوار يأتون من حلب وإدلب وسرمدا وأعزاز”، مشيرًا إلى أنّ مطعمه يُعد جزءًا من المعالم السياحية في القرية، وأنّ الزوار يستمتعون بتذوق أطباقه التقليدية”.
ويشير إلى أنّ أسعاره تناسب الجميع، موضحًا أن أسعار الوجبات بالليرة التركية كالتالي:

كباب: 750

شقف: 800

وجبة جوانح: 300

شيش طاووق: 400

وجبة سمك: 400

صحن سلطة: 75

صحن بطاطا

كولا: 30

مقبلات: 30

من جهته، يستعيد محمد الجلبي ذكريات أول زيارة قام بها قبل 25 عامًا، قائلاً: “نأتي إلى باسوطة للاستمتاع بالنبعة والسمك والراحة النفسية”، مشيرًا خلال حديثه لموقع “سوريا 24” إلى أنّ الباسوطة تُعد جزءًا من ذاكرته، وأن منتزهاتها فرصة للترويح عن النفس.
ويضيف: “أعتاد تناول الكباب الإزميرلي والكبة النيئة هنا… والجو هنا مختلف عن بقية الأماكن في المنطقة، وهو ما يجعل الزيارة مختلفة دائمًا”.

أما مختار الغزاوية، فيربط التحسّن السياحي بالحراك الاقتصادي العام في المنطقة، مشيرًا إلى أنّ “عودة الحركة التجارية مؤشر مهم. هذه البوادر تعيد إلينا ما افتقدناه خلال سنوات الحرب، وتمنح الناس بعض الطمأنينة”.

طبيعة تحاول استعادة دورها
تقع باسوطة جنوب عفرين بنحو 9 كيلومترات، وتتميّز بوفرة ينابيعها وبساتينها وموقعها المحاط بنهر عفرين. ويُشكّل نبع سري كانيه وشلالاتها الطبيعية، التي يصل ارتفاع بعضها إلى عشرة أمتار، عوامل جذب رئيسية جعلت القرية وجهة للسياحة الداخلية قبل الحرب.
ومع بدايات التعافي، تحاول البلدة اليوم استعادة مكانتها، مستفيدة من جمالها الطبيعي وتنوّع مواردها، في وقت تتطلع فيه المشاريع المحلية والمطاعم والمقاصف إلى مرحلة أكثر استقرارًا تسمح لها بالعودة إلى نشاطها السابق.

 

مقالات ذات صلة