الحسكة: أمطار متأخرة تنقذ الزراعة وتنعش سوق المواشي برأس العين

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

أعادت الأمطار التي هطلت خلال الأيام الماضية على منطقة رأس العين شمالي محافظة الحسكة الأمل للمزارعين ومربي الثروة الحيوانية، بعد فترة جفاف وتأخر في الهطولات المطرية أثرت سلبًا على الموسم الزراعي البعلي والمراعي الطبيعية، وسط مخاوف من خسائر واسعة.

وقال المزارع كريم الحمدان من رأس العين، لـ”سوريا 24”، إن تأخر الأمطار في بداية الشتاء انعكس بشكل مباشر على الأراضي المزروعة بالقمح والشعير، ما أثار قلق المزارعين من فشل الموسم، قبل أن تُسهم الهطولات الأخيرة في تحسين حالة التربة وإنقاذ المحاصيل. وأضاف أن “زيادة كميات الأمطار خلال هذه الفترة ترفع فرص الحصول على إنتاج جيد مقارنة بالتوقعات السابقة”.

وفي قطاع الثروة الحيوانية، أوضح مربي الأغنام عمار السمعو من قرية المناجير جنوبي رأس العين، لـ”سوريا 24”، أن انعدام المراعي خلال الأسابيع الماضية أجبره على شراء كميات كبيرة من الشعير لتأمين الغذاء لقطيعه المؤلف من نحو 50 رأسًا، مشيرًا إلى أنه اشترى أكثر من 10 أطنان بكلفة وصلت إلى 35 مليون ليرة سورية، وهو مبلغ وصفه بـ”المرهق جدًا” في ظل ضعف القدرة الشرائية.

وأضاف السمعو أن انخفاض أسعار الأغنام خلال فترة الجفاف فاقم من معاناة المربين، إذ تراجعت قيمتها بشكل حاد، ما تسبب بأزمة مالية خانقة، خاصة مع ارتفاع أسعار الأعلاف ومستلزمات التربية.

وفي هذا السياق، قال المزارع أحمد العبدالله من ريف رأس العين، لـ”سوريا 24”، إن الأمطار الأخيرة “غيّرت واقع الموسم الزراعي”، موضحًا أنها ساعدت في إنقاذ مساحات واسعة من المحاصيل البعلية التي كانت مهددة بالجفاف، معربًا عن أمله باستمرار الهطولات خلال الفترة المقبلة لضمان تحسن الإنتاج.

بدوره، أكد جمعة موسى، مربي ماشية من المنطقة، لـ”سوريا 24”، أن تحسن الأحوال الجوية وعودة الغطاء النباتي بشكل تدريجي انعكس إيجابًا على سوق المواشي، حيث ارتفعت أسعار الأغنام بنسبة تقارب 25% مقارنة بالفترة السابقة، ما منح المربين متنفسًا بعد أشهر من الخسائر.

من جهته، أشار المزارع محمود الخلف من محيط رأس العين، لـ”سوريا 24”، إلى أن الأمطار الأخيرة ساهمت أيضًا في تحسين منسوب الرطوبة في التربة، ما ينعكس إيجابًا على نمو المحاصيل في المراحل المقبلة، مؤكدًا أن الموسم لا يزال بحاجة إلى المزيد من الهطولات لتحقيق نتائج مرضية.

ويرى مزارعون ومربو ثروة حيوانية أن الأمطار المتأخرة شكّلت نقطة تحول بعد بداية شتاء صعبة، معتبرين أنها أنقذت الموسم من خسارة شبه مؤكدة، وأعادت الأمل بإمكانية تعافي الزراعة والثروة الحيوانية في منطقة رأس العين، في حال استمرت الظروف المناخية المواتية خلال الفترة القادمة.

وتُعدّ منطقة رأس العين من المناطق ذات الطابع الزراعي بامتياز، إذ يعتمد معظم سكانها بشكل أساسي على الزراعة وتربية الثروة الحيوانية كمصدر رئيسي للدخل والمعيشة. وتنتشر في المنطقة زراعة المحاصيل البعلية، ولا سيما القمح والشعير، إلى جانب مساحات محدودة من الزراعة المروية المرتبطة بتوفر مصادر المياه.

وغالبًا ما ترتبط مواسم الخير أو الخسارة في رأس العين بمستوى الهطولات المطرية، إذ يؤدي تأخر الأمطار أو شحها إلى تراجع الإنتاج الزراعي وارتفاع تكاليف تربية المواشي، في حين تُسهم المواسم الممطرة في تحسين الأمن الغذائي المحلي وتنشيط الحركة الاقتصادية في المنطقة.

مقالات ذات صلة