مع دخول الشتاء.. مخيمات شمالي إدلب بين شح المياه وغياب الدعم الإنساني

Facebook
WhatsApp
Telegram

منيرة بالوش - سوريا 24

في شمالي دير حسان، يقطن نحو 320 عائلة في مخيم تل حطابات الذي يفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة، مع اقتراب فصل الشتاء الذي يفاقم معاناة النازحين يوماً بعد آخر. المخيم يتبع إدارياً لمديرية الدانا، وتضم ساكنته عائلات نازحة من مناطق متعددة، بينها ريف حلب الجنوبي ومدينة القريتين في ريف حمص، ما جعله مخيماً مقسماً اجتماعياً من حيث الانتماءات الجغرافية، لكنه موحد في حجم الألم والاحتياج.

الخدمات الأساسية يصفها مدير المخيم نايف الموسى في حديثه إلى “سوريا 24” بالسيئة جداً، إذ تعاني العائلات من أزمة حادة في مياه الشرب، بعد تقليص كميات التوريد إلى يومين فقط في الأسبوع، وبمعدل لا يتجاوز 15 لتراً للفرد يومياً، وهو ما لا يغطي الاحتياجات الأساسية، لا سيما مع وجود أطفال وكبار سن. ولا يختلف حال ترحيل القمامة كثيراً، إذ تتم عملية النقل مرة واحدة أو مرتين شهرياً، ما ينعكس سلباً على الواقع الصحي والبيئي داخل المخيم.

يضيف: “ومع انخفاض درجات الحرارة، تتصدر أزمة التدفئة قائمة المخاوف، في ظل غياب أي دعم فعلي يخفف من معاناة العائلات التي تعيش أوضاعاً توصف بالمأساوية. كما تعاني الأسر من نقص حاد في السلال الإغاثية، وسط غياب شبه كامل للدعم الغذائي المنتظم، إلى جانب مشاكل متكررة في تأمين مادة الخبز”.

أمام هذا الواقع، اضطرت العديد من العائلات إلى مغادرة المخيم والعودة إلى مناطقها الأصلية، رغم الدمار الواسع الذي لحق بمنازلها، في خطوة تعكس حجم اليأس الذي يعيشه النازحون، وتراجع الخيارات المتاحة أمامهم. ويشير سكان المخيم إلى أن تهميش المخيمات بات واضحاً بعد تحرير المناطق، معتبرين أن معاناتهم لم تعد تحظى بالاهتمام المطلوب من الجهات المعنية.

يقول الموسى إن فرق التنمية في مدينة الدانا نفذت زيارات متكررة لتقييم الاحتياجات، إلا أن هذه التقييمات لم تُترجم إلى استجابة فعلية على الأرض.

ويعزو المدير ذلك إلى ضعف إمكانيات المنظمات العاملة، وغياب جهات قادرة على التدخل الفعال، خصوصاً مع اقتراب فصل الشتاء الذي غالباً ما يشهد كوارث إنسانية متكررة في المخيمات. وفي ظل هذا الواقع، لا يملك السكان سوى التمسك بالأمل، مطالبين بتدخل عاجل يضع حداً لمعاناتهم المستمرة، ويؤمن لهم أبسط مقومات العيش الكريم.

ولا تقتصر هذه المعاناة على هذا المخيم وحده، إذ يُعد واحداً من عشرات المخيمات المنتشرة في شمال إدلب، حيث تواجه آلاف العائلات النازحة ظروفاً إنسانية متشابهة، تتقاطع فيها أزمات المياه والتدفئة والغذاء مع غياب الاستجابة الكافية، في وقت يزداد فيه القلق مع كل شتاء جديد يمر دون حلول جذرية تخفف من وطأة النزوح المستمر.

مقالات ذات صلة