ريف حلب: توقف مشفى الأتارب الجراحي يهدد آلاف المدنيين

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

يواجه مشفى الأتارب الجراحي في ريف حلب الغربي خطر التوقف الكامل عن العمل، وذلك بعد انقطاع الدعم عنه منذ نحو ثلاثة أشهر، الأمر الذي يهدد بحرمان عشرات الآلاف من المدنيين من الخدمات الصحية الأساسية في منطقة تعاني أصلًا من ضعف البنية الطبية وغياب البدائل.

ويُعد مشفى الأتارب الجراحي من أبرز المرافق الطبية في ريف حلب الغربي، إذ يخدم مدينة الأتارب التي يقطنها أكثر من 60 ألف نسمة، إضافة إلى عشرات الآلاف من سكان القرى والبلدات المحيطة، الذين يعتمدون عليه كمركز طبي رئيسي لتلقي الرعاية الصحية والخدمات الإسعافية.

خدمات طبية وجراحية واسعة

وفي هذا السياق، قال الدكتور محمود صياح، المدير الطبي لمشفى الأتارب لموقع سوريا 24، إن المشفى كان يقدم قبل توقفه خدمات طبية وجراحية متكاملة، شملت الجراحة العامة، الجراحة البولية، الجراحة العظمية، الجراحة الأذنية، التوليد الطبيعي، إضافة إلى قسم الإسعاف.

وأوضح أن المشفى كان يستقبل نحو 150 مراجعًا يوميًا، ويخدم كامل منطقة الأتارب، بما فيها قرى وبلدات ريف حلب الجنوبي مثل العيس، الحاضر، الزربة، وكفرناها.

وأضاف صياح: إن غياب المشفى سيسهم بشكل مباشر في زيادة الأعباء على المواطنين، كما سيجبر الأهالي على نقل المرضى والمصابين إلى مناطق بعيدة مثل الدانا أو مدينة حلب، ما يشكل خطرًا حقيقيًا، خاصة في الحالات الإسعافية والطارئة.
وأكد أن المنطقة لا تمتلك أي بدائل حقيقية، مشيرًا إلى أن الموجود حاليًا يقتصر على بعض الخدمات العيادية المتفرقة، والتي لا تلبي الحاجة الفعلية للسكان.

مشفى وُلد من رحم المعاناة

من جهته، أوضح عمر الحلاق أن مشفى الأتارب أُنشئ “من رحم المعاناة”، بدعم من منظمة SAMS، واستمر تقديم خدماته على مدى أكثر من عشر سنوات، ليكون مركزًا طبيًا حيويًا لسكان المنطقة.

وأشار إلى أن توقف الدعم يهدد بإغلاق المشفى بشكل كامل، لافتًا إلى أن عدد المستفيدين من خدماته كان يصل إلى نحو 5 آلاف مريض شهريًا.

وأضاف: نأمل من وزارة الصحة إعادة دعم المشفى بشكل عاجل، لأن استمراره خارج خارطة العمل الصحي يعني حرمان آلاف المدنيين من حقهم الأساسي في العلاج.

المواطنون: المشفى شريان حياة

بدورهم، عبّر سكان مدينة الأتارب عن قلقهم الشديد من استمرار توقف المشفى.

وقال محمد اليوسف، أحد سكان المدينة لموقع سوريا 24 إن مشفى الأتارب يُعد الشريان الصحي الرئيسي للمنطقة.

وأضاف: غياب المشفى يشكل ضررًا كبيرًا علينا. إسعاف والدي المصاب إلى مناطق بعيدة يفرض أعباءً مادية ونفسية كبيرة، والمشفى متوقف منذ قرابة ثلاثة أشهر، ما يضطرنا للذهاب إلى مشافي باب الهوى أو إلى مدينة حلب.

وأشار اليوسف إلى أن الحالات الحرجة قد لا تتحمل طول المسافة، ما يعرّض حياة المرضى لخطر الوفاة، مؤكدًا أن مدينة الأتارب لا يوجد فيها أي مشفى بديل.

مطالبات بالتدخل العاجل

وفي ظل هذا الواقع، يطالب الكادر الطبي وسكان المنطقة الجهات المعنية والمنظمات الداعمة بسرعة التدخل لإعادة تشغيل مشفى الأتارب الجراحي، محذرين من أن استمرار توقفه قد يؤدي إلى كارثة صحية حقيقية تطال عشرات الآلاف من المدنيين في ريف حلب الغربي والجنوبي.

مقالات ذات صلة