الرقة: مربو الأغنام بين الغلاء والأوبئة وخطر اندثار المهنة

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

تعاني تربية الأغنام في مدينة الرقة وريفها من أزمة مركبة، اقتصادية وصحية، تهدد استمرارية هذا القطاع الحيوي الذي يعد مصدرا رئيسيا لآلاف العائلات، وركيزة أساسية في تأمين اللحوم والألبان للأسواق المحلية وفي مدن سورية أخرى. فقد أدى الارتفاع الكبير في أسعار الأعلاف، وتراجع أسعار المواشي، إلى خسائر متزايدة، تفاقمت مع تفشي مرض الحمى القلاعية وقلة الأمطار هذا العام.

وبحسب ما رصدته سوريا 24، بلغ سعر طن التبن نحو 300 دولار، فيما وصل سعر طن الشعير إلى حوالي 450 دولارا، في حين لا يتجاوز سعر أفضل أنواع الأغنام 200 دولار، وهو ما جعل كلفة التربية أعلى بكثير من العائد المادي، خاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي تعاني منها المنطقة.

وفي حديثه لـ سوريا 24، قال حسن المحمد، وهو مربي أغنام من قرية كديران في ريف الرقة الغربي، إن الارتفاع الحاد في أسعار الأعلاف جعل من الاستمرار في تربية الأغنام أمرا بالغ الصعوبة، موضحا أن العائد من بيع رأس غنم لم يعد يغطي سوى جزء بسيط من تكاليف العلف. وأضاف أن تفشي مرض الحمى القلاعية أدى إلى نفوق أكثر من نصف قطيعه، مشيرا إلى أن أسعار اللقاحات المتوفرة مرتفعة ولا تتناسب مع قدرة المربين المالية.

من جانبه، أوضح عبد الله العليوي، مربي أغنام من قرية خنيز، في تصريح لـ سوريا 24، أن تراجع حركة التنقل بين الرقة وبقية المدن السورية أثر بشكل مباشر على سلاسل التوريد، سواء فيما يتعلق بتأمين الأعلاف أو تسويق المواشي. وأشار إلى أن المخاوف من موسم جفاف جديد دفعت العديد من المواطنين إلى التردد في شراء الأغنام، ما أدى إلى ركود في الأسواق وتكبد المربين خسائر إضافية.

بدوره، أكد سامر اليوسف، أحد مربي الأغنام في الرقة، في حديث لـ سوريا 24، أن قلة الأمطار هذا العام كان لها تأثير سلبي واضح على المراعي الطبيعية التي يعتمد عليها المربون في تغذية مواشيهم. وبيّن أن هذا التراجع أجبرهم على الاعتماد بشكل شبه كامل على الأعلاف الصناعية، رغم ارتفاع تكلفتها، ما زاد من الأعباء الاقتصادية الملقاة على عاتقهم.

وفي السياق الصحي، قال الدكتور سامي، طبيب بيطري في الرقة، لـ سوريا 24، إن مرض الحمى القلاعية انتشر بشكل ملحوظ نتيجة ضعف الإجراءات الوقائية وقلة الإمكانات المتاحة. وأوضح أن الجهات البيطرية تحاول تقديم اللقاحات بالقدر الممكن، إلا أن ارتفاع تكلفتها يشكل عائقا حقيقيا أمام عدد كبير من المربين، مؤكدا الحاجة إلى دعم رسمي ومنظمات إنسانية لتوفير اللقاحات بأسعار مدعومة والحد من انتشار المرض.

وفي ظل هذه التحديات، يطالب مربو الأغنام، عبر سوريا 24، السلطات المحلية والمنظمات الإنسانية بالتدخل العاجل لدعم هذا القطاع، من خلال تخفيض أسعار الأعلاف، وتأمين اللقاحات بأسعار مناسبة، وتحسين ظروف النقل بين المدن، بما يسهم في إنعاش حركة التجارة وتقليل الخسائر.

ويعرب المربون عن أملهم في تحسن الأوضاع خلال الفترة المقبلة، مؤكدين أن الحفاظ على تربية الأغنام في الرقة لا يقتصر على حماية مصدر دخلهم فحسب، بل يسهم أيضا في الحفاظ على الأمن الغذائي واستقرار الاقتصاد المحلي في المنطقة.

مقالات ذات صلة