تواصلت حملة “حلب ستّ الكل” لليوم الثاني على التوالي، وسط تفاعل شعبي ورسمي واسع، ومشاركة لافتة من مختلف شرائح المجتمع داخل سوريا وخارجها، لترتفع قيمة التبرعات الإجمالية مع ختام اليوم الثاني إلى نحو 270 مليون دولار أميركي.
وسجلت الحملة مساهمات بارزة من رجال أعمال ومؤسسات سورية، حيث قدّم رجل الأعمال أنس عيروض تبرعًا بقيمة مليوني دولار، فيما تبرع فادي حميدان بثلاثة ملايين دولار، وعبد الرزاق الزعيم بمليون دولار.
كما ساهم مجلس الجالية السورية في مصر بمليون دولار، وقدّم اتحاد الشركات السورية–التركية لإعادة الإعمار المبلغ ذاته دعمًا للحملة.
فيما أعلن تجّار حلب القديمة تبرعهم بمبلغ 11 مليون دولار أميركي، في خطوة حملت دلالة رمزية على عودة نبض السوق التاريخي ودوره في دعم المدينة.
دعم مؤسساتي ومشاريع خدمية
وعلى صعيد المؤسسات الإنسانية، أعلنت منظمة الهلال الأحمر تخصيص 5.5 ملايين دولار لتنفيذ مشاريع خدمية وتنموية في محافظة حلب، تشمل قطاعات الصحة والتعليم والإسكان، ضمن خطة استجابة متكاملة لدعم الاستقرار المجتمعي.
كما أُعلن خلال الحملة عن تبرع مجموعة من المنظمات الإنسانية بمبلغ إجمالي بلغ 24 مليون دولار أميركي، وُجّه لدعم قطاعات خدمية أساسية.
تبرعات عينية ومزادات رمزية
في التبرعات العينية، أعلنت شركة كورت التركية للإنشاءات تبرعها بـ 50 شقة سكنية مخصصة لأيتام شهداء حلب، بقيمة تقديرية بلغت مليوني دولار. كما ساهم مؤسسو مبادرة “مسرّات” بمليون دولار إضافي، فيما قدّم أبناء المرحوم محمد منير زاكري تبرعًا بقيمة 10 ملايين دولار.
فيما تبرع عمر سلخو، المسؤول الأمني في حلب، بسلاحه الشخصي من نوع “روسية”، جرى طرحه في مزاد علني خُصص ريعه للحملة، وبلغت قيمته التقديرية نحو مليون دولار.
كما عُرضت بندقية الشهيد عبد القادر صالح في مزاد خاص ضمن الحملة، ليصل سعرها إلى 5 ملايين دولار أميركي، على أن تُحفظ لاحقًا في المتحف العسكري.
وفي مساهمة تعبّر عن التضحيات الميدانية، تبرع المقاتل خالد، الذي عمل خلف خطوط العدو وشارك في عمليات نوعية، بمسدسه الشخصي، والذي بيع في مزاد خاص بمبلغ 1.3 مليون دولار، خُصص بالكامل لدعم الحملة.
مبادرات شعبية… من القلب للقلب
ولم تقتصر التبرعات على أصحاب رؤوس الأموال، إذ شهدت الحملة مبادرات إنسانية وشبابية مؤثرة. فقد شارك أطفال من مدينة حلب بتبرع رمزي بلغ 10 ملايين ليرة سورية و2500 دولار، وُضعت في صناديق حملت أسماءهم.
كما برزت مبادرة “سيدات الذهب في حلب”، حيث تبرعت نحو 70 سيدة حلبية بحليّهن الذهبية، لترتفع قيمة التبرعات الذهبية إلى 830 ألف دولار، بوزن إجمالي بلغ 6 كيلوغرامات.
ومن بين المشاركات، قالت هبة الله مصطفى الجابري، التي تبرعت بأساورة ذهبية قُدّرت قيمتها في مزاد بـ 20 ألف دولار، لموقع سوريا 24:“أحببت المشاركة في حملة حلب ستّ الكل، لأن حلب تستحق الذهب”.
كذلك أعلنت الصيدلانية إيمان سمان، مؤسسة مبادرة “نحجيا كراما”، عن تبرع باسم مجموعة من الأطفال بقيمة 10 ملايين ليرة سورية و2500 دولار، خُصصت لدعم الأيتام والقطاع الطبي.
وفي لفتة إنسانية أخرى، تبرعت أستاذة في المعهد النبوي الشريف، قادمة من المدينة المنورة والمعروفة بـ“سيدة الحرم النبوي”، بسلسال وخاتم من الذهب نيابة عن طالباتها، مؤكدة أن مشاركتها نابعة من محبة خالصة لحلب وأهلها.
كما قدّم الطبيب حمزة الخطيب تبرعًا رمزيًا تمثّل بسماعته الطبية، التي عُرضت في مزاد وبيعت بمبلغ 200 ألف دولار أميركي.
ومن المقرر أن تختتم حملة “حلب ستّ الكل” فعالياتها يوم غد السبت، وسط آمال بتجاوز سقف 400 مليون دولار أميركي، لدعم قطاعات التعليم، والصحة، والإسكان، والبنية التحتية، في خطوة تهدف إلى إعادة الحياة لمدينة حلب واستعادة مكانتها كإحدى كبرى الحواضر السورية.








