تتفاقم الأوضاع الإنسانية في مخيم السكة الواقع قرب قرية السلحبية في ريف الرقة الغربي مع دخول فصل الشتاء، في ظل نقص حاد بالخدمات الأساسية وغياب وسائل التدفئة، ما يضاعف معاناة عشرات العائلات النازحة.
ويقطن المخيم نحو 30 عائلة، معظمهم من نازحي ريف حمص، الذين لم يتمكنوا من العودة إلى مناطقهم بسبب الدمار الواسع وانعدام مقومات الحياة، إلى جانب غياب فرص العمل ومصادر الدخل، الأمر الذي فاقم من حالة الفقر والحرمان، بحسب شهادات الأهالي.
ومع اشتداد البرد، يعتمد سكان المخيم على مخلفات الأغنام كوسيلة بدائية للتدفئة، نتيجة عدم حصولهم على مازوت التدفئة. وقالت رقية العيد، إحدى نساء المخيم، في حديثها لـ سوريا 24: “لا يوجد لدينا مازوت أو أي مصدر تدفئة سوى هذه المخلفات التي نحصل عليها بصعوبة، والبرد يشتد يومًا بعد يوم، والأطفال وكبار السن يعانون من أمراض الشتاء، وفي ظل هذه الظروف أصبح البرد عدونا الأول”. وأضافت أن المخيم يحتاج إلى دعم حقيقي، خاصة مع قسوة الشتاء هذا العام وعدم استعداد العائلات لمواجهته.
ولا تقل الأوضاع الصحية سوءًا عن المعيشية، إذ يفتقر المخيم إلى أي نقطة طبية تقدم الرعاية الأساسية أو الإسعافات الأولية. وأكد كمال العبو، أحد سكان المخيم، لـ سوريا 24 أن “المعاناة تتضاعف مع انتشار الأمراض الشتوية وموجة الإنفلونزا بين الأطفال، في ظل غياب أي مركز طبي داخل المخيم أو في المخيمات القريبة، إضافة إلى ارتفاع تكاليف العلاج بشكل يفوق قدرة الأهالي”. وأضاف أن المرض بات في بعض الأحيان أخطر من البرد نفسه.
من جهته، تحدث محمود الرايج، وهو نازح يقيم في المخيم مع أسرته، لـ سوريا 24 عن التدهور الاقتصادي ووقف المساعدات الإنسانية، قائلًا إن توقف الدعم وانعدام فرص العمل جعلا المستقبل غامضًا، خصوصًا مع اقتراب ذروة الشتاء. وأضاف: “لا نعرف كيف سنواجه هذا الشتاء القاسي دون موارد، وكل ما نريده هو تقديم ولو القليل من المساعدات وفتح فرص عمل تساعدنا على تأمين احتياجاتنا الأساسية”. وأكد عزمه العودة إلى قريته سوحا في ريف حماة بعد انتهاء فصل الشتاء، معتبرًا أن العودة إلى أرضه، ولو في ظروف صعبة، تبقى خيارًا أفضل من الاستمرار في المعاناة داخل المخيم.
وتعكس الأوضاع في مخيم السكة مأساة إنسانية مستمرة، في ظل تراجع الدعم وغياب الاستجابة الكافية من الجهات المعنية. ومع الانخفاض الحاد في درجات الحرارة، تزداد الحاجة الملحّة لتوفير مستلزمات التدفئة والرعاية الصحية، والتدخل العاجل للتخفيف من معاناة العائلات التي تواجه شتاءً قاسيًا بإمكانات شبه معدومة.









