شهدت مدينة حلب، شمالي سوريا، يوم الجمعة، جريمة قتل مروعة أثارت صدمة وغضبا واسعين في الشارع الحلبي والسوري عموما، بعدما أقدم مسلحان ملثمان على اقتحام متجر لصياغة الذهب في حي الهلك، وأطلقا النار بشكل مباشر على صاحب المتجر وشقيقه، ما أدى إلى مقتلهما على الفور، إضافة إلى إصابة شخص ثالث كان موجودا في المكان.
تفاصيل الجريمة
وأظهرت تسجيلات كاميرات المراقبة داخل المتجر لحظات الجريمة، حيث دخل المسلحان المحل دون أي تردد، وأمطرا الشقيقين بوابل من الرصاص، قبل أن يقوما بسرقة كمية من المصاغ الذهبي والمجوهرات، ثم لاذا بالفرار وسط حالة من الذعر في الشارع.
ووفقا للسلطات الأمنية، فإن ضحيتي الجريمة شقيقان من أبناء مدينة إعزاز بريف حلب، وهما من آل نعسان، قدما إلى مدينة حلب بعد التحرير.
شهادات من المكان
شهود عيان لسوريا 24 وصفوا المشهد بأنه “صادم وغير مسبوق”، مؤكدين أن أصوات إطلاق النار تسببت بحالة رعب كبيرة بين الأهالي.
يقول هاني خبازة، مواطن وسائق تكسي، لموقع سوريا 24، إنه كان قرب مطعم فروج علي بابا عندما لاحظ ازدحاما في المكان، وبعد أن مشى نحو خمسين مترا فقط سمع فجأة أصوات إطلاق نار كثيف.
وأضاف: “هذه المشاهد لم نعد نراها إلا في الأفلام، لكنها حصلت أمام أعيننا”.
وأوضح خبازة أنه، بعد سماع صراخ الناس ونداءات الإسعاف، توجه بسيارته إلى موقع الحادثة، حيث شاهد مصابين اثنين، وقام بإسعاف الشقيق الأصغر إلى مشفى السلام، إذ كان مصابا بطلقة في الصدر وطلقتين في الظهر.
وأشار إلى أن الجريمة نفذها مسلحان؛ أحدهما دخل للاستطلاع في البداية، والثاني أطلق النار، ليسرقا فيما بعد الذهب والأموال، مطالبا بضرورة ضبط السلاح المنفلت.
من جهته، قال جميل حنورة، من سكان حي الهلك، لموقع سوريا 24، إنه بعد مغادرته محل البطاريات الخاص به عند الساعة الخامسة والنصف مساء، سمع إطلاق نار كثيفا، وشاهد الضحايا وهم لا يزالون على قيد الحياة، مطالبا بمحاسبة الجناة علنا، وضبط السلاح العشوائي داخل الأحياء السكنية.
أما محمود محلي، صاحب محل قريب، فأكد لموقع سوريا 24 أنه كان داخل محل صياغة الذهب عندما شاهد شخصين ملثمين يطلقان النار على الضحايا، ثم يطلقان الرصاص عشوائيا على المارة، ما أدى إلى إصابة شاب في ركبته أثناء خروجه من أحد الجوامع.
مطالب شعبية بضبط الأمن
بدوره، عبّر زهير حداد، من حي الهلك، عن قلقه من استمرار وجود السلاح داخل المدن، معتبرا أن انتشار السلاح بيد مجموعات خارجة عن القانون أدى إلى فوضى أمنية واضحة، وقال: “السلاح يجب أن يكون بيد الدولة فقط، اليوم ضايعة الطاسة”.
موقف رسمي
وفي تعليق رسمي، أكد محافظ حلب عزام الغريب أنه يتابع الحادثة بشكل شخصي بالتنسيق مع قوى الأمن الداخلي، موجها الجهات المختصة بتكثيف التحقيقات وملاحقة الجناة، واصفا الجريمة بأنها “مركبة” تجمع بين القتل العمد والسرقة المسلحة.
توقيت صادم
وجاءت هذه الجريمة في وقت كانت تشهد فيه مدينة حلب اليوم الثاني من حملة التبرع الوطنية “حلب ست الكل”، الهادفة إلى دعم مشاريع إعادة الإعمار وتعافي المدينة، والتي تجاوزت حصيلة التبرعات فيها 270 مليون دولار أميركي، ما ضاعف من وقع الصدمة والغضب في الشارع الحلبي.
دعوات للقصاص
وطالب أهالي الحي، عبر سوريا 24، بالإسراع في محاسبة المتورطين، وإنزال القصاص العادل بحقهم، وضبط السلاح المنفلت، مؤكدين أن عودة الأمن والاستقرار شرط أساسي لحماية المدنيين والحفاظ على ما تبقى من الحياة الاقتصادية في المدينة.








