تسبّب إلغاء الرحلات الجوية من مطار إسطنبول إلى مطار دمشق الدولي، خلال الأيام الماضية، في بقاء عشرات المسافرين عالقين داخل مطار إسطنبول، بعد إبلاغهم بأن سبب الإلغاء يعود إلى “سوء الأحوال الجوية”.
وأثار تكرار التأجيل والإلغاء حالة من الاستياء والغضب بين الركاب، في ظل ظروف وُصفت بالسيئة، خصوصًا للعائلات وكبار السن، حيث قضى عدد منهم أيامًا داخل المطار بانتظار انطلاق الرحلات دون توفير أماكن للمبيت أو خدمات أساسية.
مراسلة سوريا 24 كانت من بين العالقين، ونقلت معاناة عشرات السوريين الذين اضطروا إلى الانتظار لساعات امتدت إلى أيام، وسط غياب أي ترتيبات تضمن الحد الأدنى من الراحة، بما في ذلك تأمين منامة داخل المطار.
وتروي هيام، إحدى المسافرات، لـسوريا 24 أنها وصلت إلى مطار إسطنبول يوم الجمعة، واضطرت لقضاء ليلتين على أرض المطار دون توفير منامة أو وجبات طعام، مشيرة إلى ما وصفته بسوء المعاملة بحق المسافرين السوريين الحاملين لجواز السفر السوري، مقارنة بمعاملة أفضل حظي بها سوريون يحملون جوازات سفر أوروبية.
وأضافت أن تكرار تأجيل وإلغاء رحلتها إلى دمشق دفعها إلى تغيير وجهتها نحو مطار بيروت، بعد انتظار دام يومين، ما رتّب عليها تكاليف إضافية، من بينها أجرة فندق بلغت نحو 450 دولارًا لليلة الواحدة.
وفي الوقت نفسه، أمضى عشرات السوريين ليلتهم داخل المطار، نائمين على كراسي الانتظار، في مشهد يعكس حجم المعاناة التي واجهها المسافرون.
في المقابل، أصدرت الهيئة العامة للطيران المدني السوري بيانًا اعتذرت فيه عن ما جرى، وعزت سبب إلغاء الرحلات إلى تدنّي مستوى الرؤية الجوية في مطار دمشق الدولي نتيجة الضباب الكثيف، إلى ما دون الحدود المسموح بها عالميًا.
وأوضحت الهيئة أنها تعمل منذ أكثر من شهرين على مشروع لتطوير منظومة الملاحة الجوية في مطار دمشق الدولي، يشمل تركيب منظومة هبوط آلي ورادار حديث، وقد دخل المشروع مراحله النهائية، ومن المتوقع تشغيل المنظومة الجديدة خلال ثلاثة إلى أربعة أسابيع، بما يسهم في تحسين القدرة التشغيلية للمطار في ظروف الضباب الكثيف.
كما أشارت الهيئة إلى تنفيذ مشروع مماثل في مطار حلب الدولي لتعزيز قدراته التشغيلية، مؤكدة اعتذارها للمسافرين عن الإزعاج الناتج عن الظروف الجوية الخارجة عن الإرادة.
وفي ظل ذلك، لا يزال عشرات السوريين ينتظرون اليوم في مطار إسطنبول تيسير رحلاتهم وإيجاد حلول سريعة تضع حدًا لمعاناتهم المستمرة.








