شهود المأساة.. يحيون ذكرى تهجير حلب بمسير صامت

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

أُحييت، عصر يوم الاثنين 22 كانون الأول/ديسمبر، ذكرى تهجير آخر قافلة قسرية من مدينة حلب عام 2016، عبر مسير صامت انطلق عند الساعة الرابعة بعد الظهر من نقطة تجمع الباصات في حي العامرية – امتداد طريق السكري، وهو المكان ذاته الذي شهد خروج آلاف المدنيين تحت الحصار والقصف.

وجاء المسير بتنظيم وتنسيق من حملة “من أجل سما”، حدادًا على أرواح شهداء حلب، وتأكيدًا على الوفاء للتضحيات التي قدمها أبناؤها خلال سنوات الحصار، التي خلفت آلاف الضحايا ودمارًا واسعًا في أحياء المدينة.

مسير صامت ورسائل رمزية

واختار المشاركون أن يكون المسير خاليًا من الأناشيد والهتافات، في تعبير رمزي عن الحزن والذاكرة، وحملوا الشموع والورود وصور الشهداء، تأكيدًا على التمسك بالذاكرة الجماعية، وعلى الطريق ذاته الذي سلكه الأهالي قسرًا يوم التهجير.

شهادات من المشاركين

قالت أم ماجد كرمان، وهي أم لشهيد، لموقع سوريا 24 إنها شاركت في المسير للاحتفال بالعودة، والمشاركة مع الشباب في المكان الذي هُجّروا منه قسرًا.

ورأت أن العودة، بعد تسع سنوات من التهجير، أعادت إليها مشاعر متداخلة، وأضافت أن الفرح بالعودة امتزج بحزن عميق على دمار المدينة وفقدان الشبان.

وأوضحت: “دماء الشهداء، ومنهم ابني، ما تزال في قلبي. تركته تحت تراب حلب، وهذا وجع لا يزول”، ولكن، ورغم الألم، فإنها تؤكد أن عودتها وهي مرفوعة الرأس، مشددة على تصميم السوريين على إعادة إعمار بلدهم بمشاركة الشباب المخلصين، وآملة أن تصبح حلب أجمل.

وبيّنت في ختام حديثها أن الوقوف في نقطة التهجير شكّل لحظة فاصلة، واعتبرت أن العودة رسالة بأن التضحيات لم تذهب سدى.

من جهتها، قالت عائشة الخطيب، وهي ناشطة مشاركة في المسير، إنها شاركت للحفاظ على الذاكرة الجماعية، وأضافت أن الفعالية تهدف إلى حماية سردية الثورة.

وأوضحت لموقع سوريا 24 أن خط المسير هو الطريق نفسه الذي سلكه الأهالي يوم التهجير القسري، واعتبرت أن العودة عبر المسار ذاته تحمل دلالة رمزية قوية.

وأضافت: “خرجنا من حلب مكرهين، واليوم نعود إليها مرفوعي الرأس. الذاكرة باقية، والطريق نفسه شاهد على ذلك.”

بدوره، قال زاهر قاطرجي المعروف باسم حمزة الخطيب إن تاريخ 22 كانون الأول يشكّل يومًا مفصليًا في تاريخ حلب، كونه شهد خروج آخر قافلة تهجير قسري عام 2016.

وأضاف أن العودة في التاريخ نفسه تحمل رسالة واضحة، معتبرًا أن المسير استكمال لطريق لم ينتهِ بالخروج، موضحًا: “خرجنا قسرًا، واليوم نعود لنكمل المسير، ونؤكد الثبات على مبادئ الثورة، ونسعى لمسار جديد قائم على الحرية والعدالة والكرامة.”

شهادة من القطاع الطبي

أما الدكتور رضوان كردي، مدير صحة حلب الحرة، فقال إنه شارك بصفته شاهدًا على مرحلة الحصار، موضحًا أنه كان معاونًا لمدير الصحة خلال حصار حلب عام 2016، وشارك في تنسيق عملية الخروج آنذاك.

وأضاف أن العودة اليوم إلى الشارع نفسه تحمل معنى خاصًا، وقال: “عدنا من المكان نفسه الذي هُجّرنا منه. العودة حميدة، معززين مكرّمين، وسنواصل العمل لإعادة بناء المدينة.”

إحياء للذاكرة

ويأتي هذا المسير في إطار إحياء ذكرى تهجير آخر قافلة من حلب في 22/12/2016، تأكيدًا على تمسّك الأهالي بحقهم في العودة، وحفاظًا على الذاكرة الجماعية، ورسالة وفاء لتضحيات الشهداء، في مسار يربط الماضي الأليم بالأمل بمستقبل أفضل.

مقالات ذات صلة