يعاني سكان مقاسم حي حلكو في مدينة القامشلي من تدهور كبير في الواقع الخدمي منذ سنوات، في ظل غياب شبه كامل للبنية التحتية الأساسية، وعلى رأسها الطرقات المعبدة، ما فاقم من معاناتهم اليومية، لا سيما خلال فصل الشتاء، حيث تتحول الشوارع الترابية إلى مساحات موحلة تعيق حركة السكان وتزيد من المخاطر الصحية والمعيشية.
وقال أبو عبد القادر لـ سوريا 24 إن الأهالي في مقاسم حلكو يعيشون منذ سنوات طويلة من دون طرقات معبدة، ما يجعل فصل الشتاء أشد قسوة، بسبب انتشار برك المياه والطين في كل مكان، الأمر الذي يعرقل وصول الأطفال إلى مدارسهم. وأضاف أن فصل الصيف لا يقل معاناة، إذ يتسبب الغبار الناتج عن الطرق الترابية بحالات اختناق متكررة، خصوصاً لدى الأطفال وكبار السن والمصابين بأمراض الربو.
من جهته، أوضح جعفر لـ سوريا 24 أن البلدية كانت قد قامت في فترات سابقة بوضع البقايا والحجر المكسر في بعض الشوارع، تمهيداً لتزفيتها، إلا أن الأعمال لم تُستكمل، مؤكداً أن أحداً لم يأتِ لاحقاً لتنفيذ التزفيت. وأشار إلى أنه يضطر إلى ارتداء حذاء مخصص للتنقل داخل الحي بسبب الطين، ثم استبداله بآخر نظيف عند الوصول إلى الشارع العام. ولفت إلى أن حملة التزفيت التي نُفذت الصيف الماضي شملت شارعاً واحداً فقط في الحي، وترك جزء منه دون تعبيد، ما زاد من معاناة السكان، خصوصاً الأطفال الذين باتوا يلعبون قرب برك المياه في أجواء شديدة البرودة.
وأضاف جعفر أن الحي يضم أشخاصاً من ذوي الإعاقة يعانون بشكل كبير من سوء الطرقات، مطالباً بتزفيت الشوارع لتسهيل حركة الأهالي ووصول الأطفال إلى مدارسهم. كما أشار إلى غياب حاويات القمامة، وعدم وجود شبكات لمياه الشرب، إضافة إلى ضعف تغطية الاتصالات، وانعدام مولدات الكهرباء الخاصة بالأمبيرات داخل الحي، فضلاً عن عدم توفر مدرسة قريبة، ما يجبر الأطفال على قطع مسافات طويلة سيراً على الأقدام عبر الطين والبرد للوصول إلى أحياء أخرى.
بدوره، قال جابر لـ سوريا 24 إن الطرقات في مقاسم حي حلكو باتت في وضع سيئ جداً، خاصة خلال الأيام الممطرة، حيث تتحول الشوارع إلى أوحال تعيق حركة المشاة والسيارات على حد سواء. وأضاف أن أي هطول مطري بسيط يؤدي إلى غرق الطرقات بالكامل، لتصبح الحركة شبه مستحيلة للكبار والأطفال، مؤكداً أن الحي يُعد من أحياء مدينة القامشلي وليس منطقة نائية، ومع ذلك لا يحظى بأي اهتمام خدمي يُذكر.
وفي ختام حديثهم لـ سوريا 24، طالب أهالي مقاسم حي حلكو الجهات المعنية بضرورة التحرك العاجل لتحسين الواقع الخدمي في الحي، من خلال تزفيت الطرقات، وتأهيل البنية التحتية، وتأمين الخدمات الأساسية، بما يسهم في تخفيف معاناتهم اليومية وتحسين ظروفهم المعيشية.
