يشكو سكان حي الهلك التحتاني في مدينة حلب من تدهور واسع في مستوى الخدمات الأساسية، يشمل الكهرباء والمياه والنظافة والصحة والتعليم والأمن، وسط غياب حلول فعالة رغم المناشدات المتكررة، في وقت تتفاقم فيه المعاناة بفعل سوء حالة الطرقات التي تعيق الحركة وتزيد من الأعباء اليومية على الأهالي وسائقي النقل العام.
واقع خدمي متراجع
يقول محمد مسلم، رئيس لجنة حي الهلك التحتاني، لموقع سوريا 24 إن الحي يضم نحو 1200 عائلة تعاني من تراكم مشكلات خدمية أساسية، أبرزها انتشار القمامة، غياب تأهيل الطرق الداخلية ومداخل الحي، وانعدام التدفئة في المدارس، إضافة إلى الحاجة إلى تعزيز الوضع الأمني عبر إنشاء نقطتين أمنيتين.
ويقدر مسلم نسبة الدمار في الحي بنحو 35%، مؤكدا أن ذلك ينعكس سلبا على الواقع المعيشي والاستقرار اليومي للسكان.
من جهته، يصف يوسف كردي الواقع الخدمي بأنه “ضعيف للغاية”، مشيرا خلال حديثه لموقع سوريا 24 إلى أن الكهرباء مقطوعة في معظم الأوقات، والمياه تصل مرة كل أربعة أيام فقط، والنظافة سيئة جدا، ولا توجد أي خدمات صحية في الحي، داعيا الجهات المعنية إلى الالتفات بشكل خاص إلى الحارات الشرقية.
أما محمود محلي فيقدم تقييما مختلفا جزئيا، إذ يشير إلى أن الكهرباء تصل بمعدل 6 إلى 8 ساعات يوميا، إلا أن المياه لا تكفي حاجة السكان، مطالبا المجلس المحلي بالاهتمام أكثر بملف النظافة والمياه.
بدوره، يركز محمد وائل على الأعطال الكهربائية المتكررة وضعف الاستجابة لطلبات الإصلاح، معتبرا أن ذلك يفاقم معاناة الأهالي ويعطل حياتهم اليومية.
الطرق… عقدة إضافية فوق المعاناة
إلى جانب الواقع الخدمي المتراجع، تبرز مشكلة الطرق كعامل مضاعف للأزمة، لا سيما الطريق العام الواصل بين حي الهلك وباب جنين، والذي يعد شريانا حيويا يربط عدة أحياء شعبية بمركز المدينة.
ويؤكد سائقو سرافيس هذا الخط أن الطريق يعاني من انتشار واسع للحفريات، وغياب أعمال الصيانة والتزفيت منذ سنوات، وتراكم المياه في المقاطع غير المعبدة، ما يؤدي إلى أضرار ميكانيكية متكررة للمركبات ويهدد سلامة الركاب.
كما يشير السائقون إلى أن هذا الواقع يحملهم أعباء مادية إضافية بسبب الأعطال المتكررة، ويجعل القيادة اليومية أكثر صعوبة وخطورة، خاصة في فصل الشتاء وفي ساعات الليل.
وبالنظر إلى شهادات السكان، فإن حي الهلك التحتاني يعاني من خلل واضح في تقديم الخدمات الأساسية، يشمل الكهرباء والمياه والنظافة والصحة والتعليم والأمن، إضافة إلى تدهور حالة الطرقات، ما يؤثر بشكل مباشر على حياة السكان وسلامتهم وقدرتهم على الوصول إلى أعمالهم ومدارسهم وخدماتهم.
وتشير الإفادات الميدانية إلى أن المشكلة لم تعد جزئية أو ظرفية، بل بنيوية، وتتطلب تدخلا منظما من الجهات المعنية، يبدأ بتحديد الأولويات الخدمية، ووضع خطة زمنية واضحة للتنفيذ، ومتابعة فعالة لطلبات الصيانة والإصلاح، بما يضمن تحسنا قابلا للقياس في واقع الحي، بدل الاكتفاء بالاستجابة الظرفية أو المؤقتة.









