تعيش مدينة القامشلي حالة متصاعدة من القلق مع الانتشار الواسع لبيع الألعاب النارية والمفرقعات في الأحياء السكنية، بالتزامن مع اقتراب رأس السنة، وسط تحذيرات متزايدة من مخاطرها على الأطفال وحياة المدنيين، إضافة إلى ما تسببه من إزعاج وضغط نفسي للسكان.
وفي حديثه إلى سوريا 24، قال علي من القامشلي إن الأصوات الناتجة عن الألعاب النارية باتت مزعجة بشكل كبير خلال هذه الفترة، موضحًا أن حدتها وقوتها تثير الخوف لدى الكبار قبل الصغار. وأشار إلى أن الأطفال يتأثرون بشكل خاص بهذه الأصوات، حيث يصاب كثيرون منهم بحالات هلع وبكاء، لا سيما خلال ساعات الليل، ما ينعكس سلبًا على شعورهم بالأمان داخل منازلهم.
وأضاف علي أن المشكلة لا تقتصر على الإزعاج الصوتي، بل تتعداه إلى خطر حقيقي يهدد سلامة الأطفال، إذ إن غالبية من يشترون هذه الألعاب هم من القاصرين، الذين يستخدمونها في الشوارع دون أي رقابة. ولفت إلى أن غياب الإشراف قد يؤدي في أي لحظة إلى وقوع إصابات، بعضها قد يكون خطيرًا أو دائم الأثر.
من جانبه، أكد عيسى لسوريا 24 أنه شاهد في أكثر من مناسبة انفجار مفرقعات بالقرب من أشخاص أو بين المنازل، معتبرًا أن هذا السلوك ينطوي على مخاطر كبيرة. وحذر من أن مثل هذه الحوادث قد تؤدي إلى حروق أو إصابات جسدية خطيرة، خصوصًا في المناطق المكتظة بالسكان. وأعرب عن اعتقاده بضرورة فرض ضوابط صارمة على بيع الألعاب النارية، ومنع وصولها إلى أيدي الأطفال، مشددًا على أن لحظات الفرح العابرة قد تنقلب في ثوانٍ إلى مآسٍ حقيقية.
بدوره، تحدث حسين لسوريا 24 عن الانتشار اللافت لبيع الألعاب النارية والمفرقعات في شوارع القامشلي ومحالها التجارية خلال الفترة التي تسبق رأس السنة. وأوضح أن الأمر الأكثر إزعاجًا يتمثل في أن غالبية المشترين هم أطفال يحملون مواد خطرة لا تتناسب مع أعمارهم أو مستوى وعيهم. وأضاف أن الأصوات المزعجة باتت شبه يومية، ليلًا ونهارًا، ما خلق حالة من التوتر المستمر وغياب الشعور بالراحة بين الأهالي.
وكشف حسين عن حادثة وقعت مؤخرًا في أحد أحياء المدينة، حيث أصيب طفل بانفجار نوع من المفرقعات في يده، ما أدى إلى إصابة في اليد والأعصاب. وقال إن هذه الحادثة أثارت حالة من الخوف والقلق بين سكان الحي، وجعلت الأهالي يعيشون هاجس الخطر الدائم على أطفالهم. وأكد أن الأهالي لا يعارضون الفرح أو الاحتفال بالمناسبات، لكنهم يرفضون أن يكون ذلك على حساب سلامة الأطفال وأمن المجتمع.
وتعكس هذه الشهادات حالة عامة من القلق في القامشلي إزاء غياب الرقابة الفعالة على بيع واستخدام الألعاب النارية، في وقت تتزايد فيه المخاطر المرتبطة بها، خصوصًا بين فئة الأطفال. ويرى الأهالي أن المسؤولية تقع على عاتق الجهات المعنية لتنظيم عملية البيع، كما تقع على عاتق الأسر في توعية أطفالها ومتابعتهم.
وفي ختام حديثهم، دعا الأهالي إلى اتخاذ إجراءات تحد من انتشار هذه الظاهرة، مطالبين بتشديد الرقابة ومنع بيع الألعاب النارية للأطفال، ومؤكدين أن الفرح الحقيقي لا يتحقق إلا في بيئة آمنة تحفظ سلامة الجميع.












